بالصور.. قصص نساء أجبرتهن الظروف على الولادة أمام حواجز الاحتلال

شهور طويلة من الصبر والحلم عاشتها تتخيل شكل مولودها الجديد، اختارت له اسمًا وانتقت له بنفسها ملابس كثيرة، ملونة وجميلة، وأعدت له مكانه فى البيت، وحين واتتها آلام المخاض ظنت موعد لقائهما اقترب إلا أن حاجزًا لعينًا وأد حلمها للأبد تاركًا خلفه ذاكرة مزدحمة بالألم والأسى.

هذه القصة المحزنة تكررت مع أكثر من 67 امرأة فلسطينية أجبرت على الولادة عند نقاط التفتيش الخاصة بالاحتلال الإسرائيلى بين عامى 2000 و2005.

ولأن هذه المأساة والمعاناة لا يعرف عنها الكثيرون شيئًا وثقت المصورة الفلسطينية "سمر حزبون" قصص عدد من هؤلاء النساء بمشروع مصور اختارت له اسم "ما بعد حواجز التفتيش" ضمن برنامج التصوير الفوتوغرافى الوثائقى العربى "ADPP".

وأصبحت صور "سمر حزبون" فى المشروع شاهدًا على الجرح الذى لن يندمل لهؤلاء النساء اللاتى فقد بعضهن أطفالهن بسبب ظروف الولادة السيئة وتسببت الظروف نفسها مع نقص الرعاية الطبية فى عيوب جسدية أبدية للأطفال الذين ظلوا على قيد الحياة.

آمنة كانت فى التاسعة عشرة من عمرها حين أجبرت على ولادة طفلها الأول أمام نقطة تفتيش عسكرية. بعد وصولها أمام نقطة التفتيش احتجزت لخمس ساعات على يد جنود الاحتلال. والدتها حاولت أن تشرح لهم حالتها وأنها تنزف بغزارة إلا إنهم رفضوا أن يسمحوا لها بالمرور. ومع الوقت لم تعد قادرة على التحرك للمستشفى والطفل مات فى بطنها.

كفاح كانت حاملاً بطفلها الأول، وفى الرابعة صباحًا بدأت تشعر بتقلصات الولادة وكانت الليلة باردة جدًا، ومن أجل الوصول للمستشفى حاولت وزوجها عبور نقطة تفتيش ولكن تم رفض السماح لها بالمرور وحاول الزوج إقناع جنود الاحتلال بأن زوجته بحاجة إلى الوصول للمستشفى على وجه السرعة بينما سقطت على الأرض وبدأت الولادة.

وما أن بدأ رأس الطفل فى الخروج سمح الجنود لهم بالعبور إلى الجانب الآخر حيث كانت تنتظره سيارة إسعاف، وولدت كفاح طفلها عند نقطة التفتيش ما تسبب له فى تلف فى الدماغ لا يمكن إصلاحه.

فى 2003 كانت طرب حاملاً فى الشهر الثامن وتنزف بشدة وتم منعها من عبور نقطة تفتيش مع زوجها فى الرابعة فجرًا وحين حاول زوجها اصطحابها للمستشفى من طريق آخر واجه نقطة تفتيش أخرى.

وبينما كان الزوج يتفاوض مع الجنود كانت بقعة الدم التى تتشكل تحت مقعد سيارتها تتسع وأخيرًا تم منحهم تصريح العبور لكن سيرًا على الأقدام وحاول زوجها أن يسحبها على عربة "كارو" وجرها حتى يصل للمستشفى لكن العربة فقدت توازنها وسقطت طرب على الأرض.

استغرقت الرحلة منها 8 ساعات ولكن بعد وصولهم أبلغهم الأطباء أن الطفل توفى داخل الرحم قبل وصولهم المستشفى بـ 30 دقيقة.

تصدر شهادات الوفاة للأسر كدليل على وفاة الطفل. معظم الشهادات فى نهاية المطاف تصبح بالية وممزقة تمامًا كأمل هؤلاء النساء فى تحقيق العدالة.

خبر فى أحد الجرائد يوثق للحدث الذى يتكرر مع عشرات النساء فى فلسطين. تحكى كفاح "ليس لدى أى دليل على ما حدث لى فى ذلك اليوم، إلا هذه القطعة من الملابس التى كنت ارتديها ذلك اليوم والتى تشهد على أسوأ يوم فى حياتي"














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;