يعد الفصام أو "السكيزوفرينيا" من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً بين هذا الجيل والتى للأسف تزداد نسبتها يوما بعد يوم، فوفقاً للدراسات الطبية الحديثة ترتفع نسبة الإصابة به بنسبة 2% كل عام، ويعد أيضاً من أخطر الأمراض التى يصعب علاجها.
وطرحت الدراما التليفزيونية فى رمضان هذا العام هذا المرض وعرضت كل أفعاله وسلوكياته التى يتسم بها الشخص المصاب به من خلال مسلسل "سقوط حر" التى تقوم به الفنانة نيللى كريم، والتى استطاعت أن تلعب دور المصابة بالفصام كما يقول الكتاب وفقاً لآراء النقاد فضلا عن الطب النفسى.
فعلى الرغم من أن أحداث المسلسل لم تتضمن اسم المرض ولم تفصح عنه بشكل مباشر بعد فى حلقات المسلسل، إلا إن أداء "نيللى كريم" كان بمثابة فحص كامل بالنسبة للأطباء النفسيين الذين حللوا ردود فعلها وسلوكياتها التى تشير إلى إصابتها بهذا المرض.
فتقول الدكتورة شيماء عرفة أخصائى الطب النفسى: أجادت الفنانة نيللى كريم لعب دور المريضة نفسيا، واستطعنا كأطباء نفسيين أن نحلل المرض ونتعرف عليه من الحلقة الأولى.
واستطردت د. شيماء: فالانفصام هو "اضطراب نفسى يتسم بسلوك اجتماعى غير طبيعى، حيث يفشل الفرد فى إقامة علاقات بالمحيطين به، ويعود ذلك إلى بعض الهلاوس واضطراب الفكر والهلوسة السمعية، بالإضافة انعدام الإرادية وحالات الاكتئاب الحاد التى يصل لها المريض.
وتابعت: وقد يشعر المريض بأنه مراقب، وأن هناك من يتتبع خطواته ويضع له أجهزة التجسس والتنصت، بل يسمع بعض "الهلاوس" وكأن شخص يقوده ويتكلم فى أذنه، ويستمر فى حالات طويلة من الصمت وعدم التحرك وعدم القدرة على القيام بأى نشاط، وأحياناً يجلس ثابتاً دون حراك وإذا حركه أحد يتمايل على حسب شده وجذبه دون أى إرادة.
وأضافت الدكتورة شيماء: وهذا ما يحدث تماما مع نيللى كريم وتتقن أداءه وفقا لمقارنتى المستمرة لسلوكياتها وسلوكيات المرضى القائمة على علاجهم، وأعتقد أن والدتها هى السبب الرئيسى فى الحالة التى وصلت لها، لأنها فى حالة متدنية وصلت إلى أعراض الوسواس القهرى. أما بالنسبة لعلاج هذه الحالة متفق تماماً مع ما يحدث فى المسلسل، فالأدوية المضادة للاكتئاب وللذهان وجلسات العلاج النفسى الجماعى، فضلا عن جلسات الكهرباء.