تمتلك جميع المجالات علامات بارزة فيها، وتعتبر السيدة هدى شعراوى من أبرز علامات الحركة النسائية فى مصر، التى كان لها باع طويل وصولات وجولات فى عالم الدفاع عن حقوق المرأة ونصرتها، حيث حملت قضاياها ومشكلاتها على عاتقها.
ومن يتعمق فى حياة هدى شعراوى سيرى لها مواقف عديدة مثيرة للانتباه لعل أبرزها هو خلع حجابها ووضعه أسفل قدميها، حتى تثبت للناس أن الوجه والشعر ليسا الأسباب التى تجعل الناس ينظرون إلى المرأة، وقد كان موقفها هذا من أهم الخطوات التى حررت المرأة حينها من مفاهيم عديدة، واعتبره الكثيرون رصاصة فى صدر مضطهدى حقوق المرأة، فى حين أن البعض وصف هذا الموقف بأن "مصر خلعت برقع الحياء"، لكن الأغلبية العظمى اعتبرته نصرة للمرأة.
لكن إن افترضنا فى سيناريو تخيلى أن هذا الموقف يحدث اليوم، فى هذا الزمن الذى تسيطر عليه أحكام المجتمع ربما أكثر مما سبق، وتفرض عليه محكمة السوشيال ميديا ظلالها بما لا يدع مجالاً من ممارسة الحرية علناً؟ حالياً بالتأكيد كانت هدى شعراوى ستواجه ردود أفعال مخالفة تماماً لما وجدته من قبل، وكانت حياتها ستنقلب رأساً على عقب.
وكانت ردود الأفعال ستأتى على عدد من الأصعدة:
أولها الشارع:
بالتأكيد ستتجمع حشود المصريين فى الشارع عندما يجدون سيدة تخلع حجابها وتدهسه بقدميها، ويمطروها بوابل من الشتائم وبالتأكيد سيكون لـ "ستات" مصر دور هام فى ضربها وشدها من شعرها، لأنها تسئ للدين، بالإضافة إلى الشباب الذين سيتصارعون من أجل تصويرها وعمل فيديوهات، أو أخذ صور سيلفى معها وهى تدهس الحجاب بقدمها.
ثانياً فيس بوك:
بالطبع حدث ولا حرج عن ردود الأفعال التى ستجدها هدى شعراوى على فيس بوك، وستنقسم ردود الأفعال إلى 3 أقسام، الأول هم الأشخاص "الظياطون" الذين سيقومون بنشر الصوت والبوستات على عدد من البيدجات التى تتحدث عن انعدام الأخلاق وتدمير الحياء والسفور وإنها تسب الإسلام، أما القسم الثانى فسيكونون مؤيدين ورؤية تصرفها هذا نوع من أنواع الحرية الشخصية، وان مصر هى البلد الوحيدة التى تتبنى اضطهاد الحريات، وسيتم تدشين عدد من الصفحات مثل "كلنا هدى شعرواى"، و"معاً ضد اضطهاد المرأة"، و"نعم هدى شعراوى"، وفى هذه الجزئية سنجد كثيراً من الشباب الذين يبحثون عن عروسة ويعلنون عن تأييدهم لموقف هدى شعراوى من خلال عمل تعليقات على فى البيدجات الخاصة بها، أما الجزء الثالث على فيس بوك فسيكون من نصيب "اللى مالهومش فيها" وسنجد أن هؤلاء الأشخاص سييوجهون أسئلة من نوعية "هى مين الست دى وعملت ايه، و حد يفهمنا هدى شعراوى دى مالها اجماعة".
ثالثاً فتاوى الشيوخ:
لن يمر موقف كهذا على المشايخ من فصيلة "الهرايين" مرور الكرام، وسنجد ماسورة من الفتاوى ستخرج عليها، يمكن أن يكون إباحة دماء هدى شعراوى أبرزها، بالإضافة إلى بعض الشيوخ الذين سيتخذون من تاريخ حياتها مادة خام يضيفون عليها "التاتش بتاعهم" حتى يجدون مبررات لما فعلته.
برامج التوك شو:
لم تجد بعض برامج التوك شو مادة أفضل من هذه لفتح مجالات للحديث والوصول إلى أشخاص منهم، شخص قد تقدم لخطبتها وتم فسخ الخطبة من قبل، ويتحدث ن أسباب فسخ الخطبة وإنها كانت تفكر فى خلع الحجاب وهو رفض.