الشعور بأزمة رمضان فى الغربة تضاعفه العزوبية، فرمضان فى الغربة مختلف وأيامه ولياليه ذات نكهة خاصة، يأتى إلينا مع مسحة حزن وحنين ووحده لافتقادنا الجو الرمضانى فى الوطن ووسط الأهل والجيران، وبصوت مبحوح ونبرة متقطعة يتحدث مجدى أحمد عن المعاناة التى جعلته يترك بلده مع أسرته منذ 5 أعوام، ويعيش فى إنجلترا ليعمل كمحاسب فى دولة بعيدًا عن وطنه وأرضه، ويروى معاناته فى شهر الصيام فى إنجلترا وبعيدًا عن وطنه.
ووصف مجدى أحمد مقيم فى دولة إنجلترا وحيدًا، أجواء رمضان فى الغربة خارج مصر، قائلاً: أعيش فى إنجلترا منذ 5 أعوام وقضيت 5 رمضانات خارج مصر، ومع بداية رؤية رمضان كل عام يولد حنين بداخلى لقضائه فى مصر "رمضان المصرى مختلف"، وأتذكر كل يوماً عشته مع هذا الشهر فى رمضان".
ويضيف: "المسافات بينى وبين أسرتى جعلتنى فقدت الكثير من الطقوس الرمضانية التى عاشها فى الطفولة والمراهقة، من عمل الزينة وتعليقها بالشوارع وتقضية الساعات لصناعة زينة رمضان اليدوية"، قائلا: "شهر رمضان فى إنجلترا يكون مميزًا لدى الكثير من المسلمين المقيمين فى هذه الدولة، حيث يحاولون إيجاد طقوس خاصة بهم تربطهم بالأجواء التى تسود فى البلدان العربية والإسلامية خلال رمضان، يحاول المسلمون المقيمون فى إنجلترا، ممن يصومون رمضان، جعل هذا الشهر مختلفًا عن بقية أوقات السنة، خاصة مع اختلاف الاجواء عن مصر، ولكنهم لا يستطيعون العيش فى رمضان بمذاق مصرى.
ورغم أن رمضان فى إنجلترا يفتقد إلى النكهة التى يعرفها المهاجرون عنه فى بلادهم، فأكد مجدى أن العديد منهم يستعدون له قبيل حلوله ويشترون حاجاتهم كما لو أنهم ببلدانهم، ويصرّون على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الخاصة برمضان، خصوصًا المائدة الرمضانية، التى تزخر بأصناف مميزة ومتنوعة من اللحوم والأسماك والخضراوات، بالإضافة إلى الحلويات، التى تغلب عليها السمات التقليدية، وأنه يتم تنظيم موائد إفطار جماعية فى المساجد والروابط والجمعيات أو فى المطاعم، كما يحرص سياسيون من مختلف الأحزاب على مشاركة المسلمين إفطارهم خلال الشهر، كما أن مدة الصيام تكون مختلفة عن تلك الموجودة فى البلدان العربية، ففى الصيف تكون ساعات النهار أطول وبالتالى تطول فترة الصيام، وفى الشتاء يحدث العكس.
وفى إطار الطقوس المصرية قال مجدى إنه يتم عمل موائد كثيرة فى رمضان مشتركة بين كثير من المسلمين مختلفى الجنسيات والمقيمين فى إنجلترا، وأن بعض أبناء المهاجرين يرون أن ارتباطهم بأوطان ذويهم يكتمل بالالتزام بالتقاليد التى جاءوا بها إلى لندن، ومنها إحياء رمضان وصيامه، يرى آخرون أنهم باتوا أبناء ثقافتهم الغربية، التى لا يتفق أسلوب حياتها مع تقاليد رمضان.
واختتم مجدى حديثه بكلمات ممزوجة بالوحدة: قائلاً: "رمضان لا يذكر المهاجرين المسلمين فى لندن بهويتهم وتقاليد بلدانهم فحسب، وإنما يفتح عليهم باب الحنين إلى الوطن، فرمضان يعيد لى الشعور بالغربة والعزلة"، بعيدًا عن أحضان الوطن نستقبل رمضان بنفس تواقة لازدحام شوارع الوطن قبيل رمضان بالمتسوقين".