تجد شهر رمضان الكريم بنكهات مختلفة فى كل بلد عربية إسلامية، طقوس وعادات تميز كل منطقة يظل روحانياته وأجواؤه وتفاصيله محتفظة بقدسيتها فى كل مكان، ولعل خير مثال على ذلك هو بلاد المغرب فرغم تيارات التغريب بحكم قربة الجغرافى من أوروبا والبلاد الأجنبية إلا أنه فى هذا الشهر يختلف فيه تماما عن باقى العام لتجد أهلها متمسكين بالأصول والعادات التقليدية.
فالشعب المغربى يبدأ الاستعداد لرمضان مبكرا فطوال شهر شعبان يتهافت الجميع رجالا نساء وأطفالاً وشيوخاً لشراء ملابس تقليدية جديدة، فالرجال يلتزمون طوال الشهر بارتداء العباءة والطربوش والعمامة ويستبدلون الحذاء بالبلغة التى تناسب العباءة، أما النساء يتصارعن فى الذهاب للخياطة التى تقوم بتفصيل عباءات وجلاليب جديدة بألوان مختلفة مبهجة للذهاب للصلاة فى المساجد وتبادل الزيارات العائلية.
فليس فقط الشعب المغربى من يرتدى ملابس جديدة فى رمضان فالمساجد ودور العبادة تفترش بسجاجيد ومفروشات جديدة استقبالا واحتفالا بالمصلين فى الشهر الكريم خاصة فى صلاة التراويح والتهجد بالإضافة إلى الإضاءة واللمبات الملونة على جدران المسجد من الخارج حتى تكون المساجد على مستوى لائق للمصلين.
وأما عن الموائد المغربية فحدثتنا الدكتورة فاطمة قلوش المغربية استشارية أمراض نفسية وأسرية إن المطبخ المغربى به العديد من الأصناف والأكلات المشهورة حول العالم وخاصة فى شهر رمضان تجده يلمع بكل ما لذ طاب فعلى رأس الطاولة تجد الحراراء أو ما يعرف بالحساء المعدة من اللحم والحمص و تخلط بالدقيق والصلصة، وبجوارها العديد من أنواع الفطائر المطعمة بالزعتر والنعناع ولا سيما اللحوم والدجاج، فالشعب المغربى لا يكتفى فقط بواجبة الإفطار ولكن هناك وجبة العشاء قبل السحور يأكلون بها الأطباق الرئيسية الدسمة.
أما الحلويات فهناك الكثير من الأنواع كالشباكية وكعب الغزال والبراوات بالإضافة إلى جميع أنو اع الفواكه المجففة التى تخلط بالعسل والسمن ويضاف إليها الزعتر.
جميعها عادات وطقوس يمارسها الشعب المغربى على الرغم من أن هناك بعض الفروق بين أهل الشمال وأهل الجنوب فى المغرب لتجد شمالها يكثروا من الأسماك بأنواعها ويتفننوا فى أعدادها بطرق متنوعة أما الجنوب فيعتمد على اللحوم وشويها وخاصة لحم الإبل.
كما أضافت دكتورة فاطمة أن فى ليلة النصف من رمضان ليلة الخامس عشر تتعازم الأسر والعائلات على العديد من أصناف وأنواع الدجاج و يتصدقون به على المساكين والفقراء يضعون الدجاج فى أوانى من فخار فتلك العادة تأصل عليها الشعب المغربى وخاصة مدينة مراكش.