"أم حبيبة" أم المؤمنين التى "اختبرت" الوحدة والغربة فى سبيل الإسلام

كان قرار الهجرة صعبًا بلا شك، وإلا لما اعتبره الله من أشكال الجهاد فى سبيله، وكان بالتأكيد أصعب على امرأة ذات حسبٍ ونسبٍ فى قريش تقرر أن تترك أهلها وبلادها وتدخل دينًا جديدًا وتهاجر لتحافظ عليه.

هكذا كان حال "رملة ابنة أبو سفيان بن حرب ابن أمية" التى كانت زوجة لابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم "عبيد الله بن جحش الأسدي" وابنة "صفية بنت أبى العاص" بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

أسلمت "رملة" هى وزوجها فيما كان والدها لا يزال على الكفر فخشيت أذاه وقررت أن تهاجر مع زوجها إلى الحبشة.

كانت "رملة" آنذاك حاملاً فى ابنتها "حبيبة" التى كنيت بها بعد ذلك، ووضعت "رملة" طفلتها فى الغربة وهى تتصبر على وحشتها هناك بكونها مع زوجها وترى فيه تعويضًا عن أهلها.

ثم فقدت "أم حبيبة" زوجها وهى فى غربتها، واختلفت الروايات فى ذلك بين من يقول إنه ارتد عن الإسلام وبذلك تفرقت عنه، ومن يقول إنه مرض وحضرته الوفاة وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج من أم حبيبة بعد وفاته، إلا أن الثابت وما لا خلاف عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها وهى فى أرض الحبشة وأن النجاشى ملك الحبشة أمهرها 400 دينارًا وفى رواية أخرى 4 آلاف دينار فكانت بذلك أكثر نساء الرسول صلى الله عليه وسلم مهرًا والوحيدة من نسائه التى تزوجها وهى غائبة، وكان وكيلها فى الزواج "خالد بن سعيد بن العاص" وكان عمرها حينها 36 عامًا ورغم عداوة والدها للنبى صلى الله عليه وسلم ورفضه للإسلام إلا إنه فرح لزواج ابنته منه وقال حين وصله الخبر "ذاك الفحل لا يجدع أنفه".

وبعد سنوات من زواجها للرسول صلى الله عليه وسلم وهى بعيدة فى الحبشة غادرت "أم حبيبة" الحبشة إلى المدينة المنورة مع مهاجرى الحبشة بعد انتصار المسلمين فى غزوة خيبر وعاشت "أم حبيبة" مع ابنتها فى بيت النبى هانئة لا يزعجها إلا حزنها على أبيها الذى لم يدخل الإسلام وكان يعاديه أشد عداوة، وكان هذا سبب فجوة لم تلتئم أبدًا بينها وبينه فروى أنه عندما نقضت قريش صلح الحديبية علمت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يسكت على ظلم فأرسلوا ابى سفيان يفاوض رسول الله صلى الله عليه و سلم فى تجديد الهدنة خوفًا من أن يغزو رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة فدخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة عندما أتى المدينة ليفاوض رسول الله صلى الله عليه و سلم فأراد ان يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم فطوته عنه، فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عنى أم بى عنه ؟ فقالت رضى الله عنها: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم و انت امرؤ مشرك فلم أحب ان تجلس عليه فقال : يا بنية لقد اصابك بعدى شر.

وروى أيضًا البخارى عن زينب بنت ابى سلمة أنها قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه و سلم حين توفى ابوها أبو سفيان رضى الله عنه فدعت ام حبيبة بطيب فيه سفره خلوف او غيره فدهنت منه جاريه ثم مست بعارضيها ثم قالت : و الله ما لى فى الطيب من حاجة غير انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الاخر ان تحد على ميت فوق ثلاث ليال الا على زوج أربة أشهر و عشرا فمست رضى الله عنها الطيب –و لا حاجة لها فيه- حتى لا تكون راغبة عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;