السيدة سودة بنت زمعة.. تزوجها رسول لتعتنى بأبنائه

خير الذكر إن صح الذكر عن أهله، وخير الحديث إن كان عن زوجاته، فدائمًا وأبدًا يكون للحديث عن أهل بيته الكثير من الفوائد أهمها التعريف بالسيرة النبوية والتعرف على معادن النساء وكيف كان أثرهن فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحدثت كتب السير عن عدد محدود من زوجات الحبيب محمد، حتى نُلن شهرة واسعة وعرفت مواقف بعينها نستشهد بها فى أمور حياتنا، ولعل السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها اشتهرت بأنها أول من أسلم من النساء وكيف تزوجت النبى وهو راعى للأغنام وهى صاحبة التجارة والمال الوفير، كذلك السيدة عائشة التى عشقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين زوجات رسول الله تتواجد الكثير من الحكايات عن زوجاته الآخريات اللاتى لم يتم ذكرهن فى كثير من كتب السيرة، إلا أن كل زوجة منهن لديها الكثير من المواقف التى تعبر عن مدى حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز زوجات الرسول التى لها قصة بها الكثير من الغرابة السيدة سودة بنت زمعة، التى تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء خطبته للسيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها لكنها لم تنضج بعد، وجاء زواج رسول الله بالسيدة سودة بنت زمعة بنفس الطريقة التى تزوج بها من السيدة خديجة بنت خويلد، حيث ذهبت له امرأة تدعى خولة بنت حكيم وهى من خطبت إليه السيدة خديجة، وسألته عن رغبته فى الزواج، فقال لها رسول الله "من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين فى نكاح" وتزوج من سودة بنت زمعة لترعى بيته وأبنائه لأن السيدة عائشة كان سنها مازال صغيرًا، وبالرغم من ذلك إلا أن دخول السيدة سودة بنت زمعة كان له أثر قوى فى بيت النبوة، فكانت تحظى بحب من الجميع ومودة خاصة من أبناء رسول الله، إذ أنها كانت تملك قلبًا رحيمًا يحنو على الجميع، وكأن الله عوضها عن الآلام التى عاشتها بعد رحيل زوجها الأول فى الحبشة، إذ أسلمت وتزوجت من ابن عمها، بعدها مات وتركها دون مأوى أو معيل ووالدها شيخاً كبيراً، لكن الله عز وجل عوضها بخير خلق أجمعين، فكانت السيدة سودة خير معين لرسول اللع على نشر دعوته وحفظ بيته، لم يكن تواجد السيدة سودة بنت زمعة فى بيت رسول الله تواجداً عادياً، فكانت تملك من الصفات ما جعل أهل البيت يندهشون منها فكانت من أشد النساء نبلاً، وأرقهم حديثاً، وأطهرهم قلباً، بالإضافة إلى روح الدعابة التى كانت تمتلكها وهونت بها الكثير من الصعاب على رسول الله، فالجيد دائماً يتخيل أن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتواجد به إلا الذكر والحديث عن الدعوة، لكن من يتعمق فى كتب السيرة ويعرف حكايات زوجات النبى، سيعرف أن بيت الحبيب محمد كان كأى بيت به الكثير من الضحك والحب والصدق والشدائد فى بعض الأوقات، لكن كل ذلك كان معطر بحب الله عز وجل، فكانت دائمًا السيدجة سودة خير أنس لرسول الله تضحك فى وجهه فتذلل الكثير من الصعاب، وتستمع إليه بقلبها وعقلها، فكانت خير مثال على الزوجة الواعية والأم الحنونة والمسلمة المتدينة بحق، فكانت معطاءة كثيرة الصدقات، تحمل دائمًا هم الفقراء والمساكين، شديدة الكرم، فيروى عن سيدنا عمر بن الخطاب أن السيدة سودة بنت زمعة كانت تملأ وعاء من التمر وتضعه للفقراء، فكانت بأبسط الأشياء تحنو على الجميع حتى أصبحت محل حب واهتمام من جميع أهل رسول الله.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;