"النهاردة فرحى يا جدعان".. "فرح هشام ونهلة" "فرحنا" بالتأكيد تلقيت فى الأيام الأخيرة دعوة لحفل زفاف بهذه الطريقة العصرية جدًا التى لا تكلف أصحابها سوى صورة مشتركة لهما أو حتى رسمة بالكارتون لعروسين، وعنوان جذاب أو حتى عنوان بسيط وضغطة على زر "invite" بموقع فيس بوك لتغنيهم بذلك عن رحلة طويلة مع "كارت الفرح" الذى كان ركنًا أساسيًا فى الاستعدادات للزواج، التى بدأت تتلاشى مؤخرًا مع اتجاه الشباب قدر الإمكان نحو تقليص تكاليف الزواج، ومع انتشار "السوشيال ميديا".
قبل هذه المرحلة المتطورة من طريقة الدعوة لحفل الزفاف كان اختيار "كارت الفرح" يتطلب الكثير من المجهود والتكاليف، سواء فى تحديد أسماء المدعوين، أو فى اختيار شكل الكارت الذى يتفق عليه العروسين وأسرتيهما، وطباعة هذه الكروت ثم تدوين أسماء المدعوين عليها والبدء فى رحلة توزيعها.
هذه الرحلة التى تدور ورائها صناعة كاملة شهدت الكثير من التطورات كان آخرها صناعة كروت الأفراح بخامات شديدة الفخامة والتكلفة أيضًا، وأصبحت كما كانت من البداية شبه مقتصرة على الأسر الثرية التى تعتبر هذه الكروت شديدة الفخامة جزءًا من صورتها الاجتماعية، فالكروت فى الوقت الحالى تصنع من خامات مختلفة مثل الخشب والقماش الفاخر وحتى الأوراق عالية الجودة، ويتم طباعتها بالحبر المذهب عالى التكلفة، فضلاً عن التصميم المعقد.
وفى مرحلة سابقة، كانت دعوات الفرح فى مصر يتم طباعتها على الورق الذى تختلف جودته تبعًا للمستوى الاجتماعى لأصحاب الدعوة، حيث تتناسب التكلفة طرديًا مع جودة الورق وسمكه وكثافته.
وأحيانًا كانت تكتفى بعض الأسر فى الريف بتوزيع حفنة من الحنة ملفوفة فى قطعة ورق لتكون بمثابة دعوة لأهالى البيت ليعرفوا موعد ليلة الحنة ومن ثم موعد حفل الزفاف.
أما فى المرحلة الأولى لدعوات الفرح فى مصر، التى بدأت تظهر فى حقبة الثلاثينيات مع بدء تأثر المصريين بنمط الحياة الأوروبى فكانت دعوات الفرح بسيطة للغاية عبارة عن قطعة ورق مربعة أو مستطيلة مكتوب عليها بالحبر الأسود ثم بدأت تطور إلى الدعوات التى تحمل صور، والتى ظهرت فى الأربعينيات، ثم الدعوات المذهبة.
أما فيما قبل الدعوات المطبوعة فكانت دعوة الفرح الشفهية هى الأكثر شيوعًا فى مصر، وكذلك أوروبا التى لم تعرف الدعوات المطبوعة قبل عام 1600 حين أصبحت تقنيات الطباعة العادية فى متناول أيدى عامة الشعب.