" الخير بالشباب" استطاعت مجموعة من طلاب كلية الهندسة الجامعة الروسية أن يحققوا هذه المقولة على أرض الواقع، فتركوا كافة الاهتمامات التى تعد على رأس أولويات هذه المرحلة العمرية من "شوبينج، خروج، سفر" وقرروا أن يوفروا كل جنيه لينفقوه فى سبل الخير.
انتهاء ظاهرة التسول من شوارع المحروسة كانت أهم الأهداف التى سعوا إلى تحقيقها على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات، ونزلوا إلى الميادين والحوارى باحثين عن ساكنى أسفل الكبارى والـأرصفة ليعيدوهم إلى الحياة مرة أخرى بعد محاولات تنظيفهم ومحو أثر قسوة الأيام من على أجسادهم المحنية، وإعادتهم مرة أخرى لمنازلهم.
" إنك تساعد متسول بالمال ممكن تسعده لحظات إنما لو ساعدته يرجع البيت يبقى بتضمن له السعادة للى فاضل من عمره" هكذا بدأ " محمد الدرج" مؤسس هذه المجموعة حديثه لـ " انفراد" مشيراً إلى هدف هذه الحركة الشبابية التى رأت وجه أخر للخير وحاولت تطبيقه.
وأضاف : منذ صغرى ومشاهد التسول والبيات فى الشوارع تغضبنى كثيراً، وتدع لخيالى الفرصة للتفكير فى مصير هؤلاء قاطنى الشوارع، وكان يزعجنى كثيراً فكرة مساعدتهم بالمال، لأنها لم تكون حل أبداً إنما هى سبب كافِ ليظلوا هكذا على اعتبار التسول مهنتهم وعملهم.
وأضاف " الدرج": وبعد وصولى إلى المرحلة الجامعية صادفت زملاء وأصدقاء يفكرون بهذه الطريقة وبدأنا فى تجميع بعضنا البعض على هذا الهدف دون غيره، وبالفعل وصلنا إلى أكثر من 60 شاب من الفتيان والفتيات نقسم أنفسنا إلى فرق وننزل الشوارع ونبحث عن المتسولين لنغير مجرى حياتهم.
وتابع الدرج ": وبدأنا بالأطفال وأقنعناهم الرجوع إلى المنزل ثم تطور عملنا واتجهنا إلى كبار السن والعجائز، الأمر الذى عرضنا إلى مشاكل عدة سواء بالتهجم علينا أو بالاحتكاك بأقاربهم وابنائهم الذين يرعون عملهم ويأخذون حصيلة تسولهم اليومية، لكن بمجهودتنا الذاتية استطعنا اجتياز هذه المراحل الصعبة وإرجاع الكثيرون على منازلهم أو حتى ضمهم لدور أيتام.