مع اختلاف الأجيال أصبحت ألعاب الأطفال ووسائل الترفية الخاصة بهم مختلفة تماما عن زى قبل، فكان كل صبى فى فترة السبعينيات والثمانينيات أكثر وسائل التسلية بالنسبة لهم هو ممارسة إحدى الرياضات بالنادى أو اللعب بالكرة مثل آلالاف الشباب والأطفال والألعاب القديمة مثل "استغماية" و "كهربا" و غيرهم.
كما كان للألعاب المنزلية دور كبير فى التلسية، فمثلا "الدومينو" كان يشترك فى لعبة أفراد الأسرة والأصدقاء لفترات طويلة من اليوم، كذلك "الشطرنج" والكوتشينة و "كونكت فور" و "الأونو" وغيرهم.
والآن وبمرور أعوام أصبحت التسلية الوحيدة بالنسبة للأطفال و المراهقين مختصرة فى الهواتف الذكية "smart phones" والكومبيوتر و الـ ipad، حيث يظل كل طفل ممسكا بجهازة الذكى لساعات طويلة تصل فى بعض الاحيان إلى 7 ساعات و أكثر بين مواقع التواصل " فيس بوك " و " إستجرام " و " تويتر "، والعب " online " وغيرها.
ويشغل بال الأمهات حاليا جلوس الأطفال online لفترة طويلة مما يخطفهم من الواقع الحقيقى، فهناك عدة نقاط " أثار جانبية " تحدث للطفل الذى يمكث لمدة طويلة " أون لاين" وأبرزها..
• فقدان قيمة الوقت خلال تصفحهم الإنترنت لساعات طويلة
• التضحية بساعات النوم والتى تجعل الجسم اكثر راحة، فيفضل الأطفال البقاء للعلب لمدة طويلة
• يصاب الطفل بحالة من التوتر والغضب إذا حدث عطل فى الإنترنت بشكل مفاجئ
• التركيز على فتح الصفحة الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى عدد كثير من المرات خلال اليوم مما يجعله أكثر تشتتا.
• يتجاهل التواصل المباشر مع أفراد عائلته أو اصدقائه وذلك من اجل الإنترنت أو الهاتف الذكى
• يفقد الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية المميزة والتى تصنع علاقات وروابط اجتماعية مميزة
• يصبح الطفل سريع الانفعال، ومتقلب المزاج أو الاكتئاب عندما لا يكون متصلا بالإنترنت
أما الأطفال "زمان" كانوا اكثر استقرارا فللنوم مواعيد محددة وفترة معروفة فى كل بيت مصرى من 6 إلى 8 ساعات، كما كان التواصل بين الطفل وأفراد أسرته أكثر بمراحل عن الآن فكان هناك لغة حوار وتبادل للآراء.
وأكدت دكتور هبه عيسوى استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أنها ليست ضد استخدام الـ smart phone أو الـ games فهى تغيرات بالضرورة نقبلها، لكن مع تعود الشباب والأطفال على استخدام هذه الوسائل الترفيهية قد يتحول لتعود وهو ما يضيع الوقت بشكل واضح ثم يتحول التعود لإدمان وهنا "خط أحمر" لانك إذا دعوتى شخص من مدمنى هذه الفئة ودعوتيهم للمشاركة فى أى شىء ستتفاجئى بالرفض دون تفكير لأنهم مرتبطين بالجهاز و البرامج والتطبيقات التى اعتادوا على استخدامها يوميا رغم انها تحمل نفس الافكار والمضمون والاخبار إلا انها تحولت لإدمان.
وهنا الخطر فأخذنا الجزء الايجابى من الهاتف الذكر و الإنترنت و التكنولوجيا و حولناها لسلبى و لحالة ادمانية.
زمان كانت الألعاب عبارة عن " كوتشينه " و " ليدو " و"سلم وثعبان " لكن الأطفال منذ فترة توقفت عن لعبهم لان الاباء لم يعلموهم اسس التواصل اللفظى، فمن سنوات طويلة كان يوم الجمعة اساس لكى تتجمع به أفراد الاسرة و يتناولوا الوجبات الثلاث معا، و يجلسوا ليشاهدوا المسلسلات و البرامج معا ثم يتناقشوا معا فيما شاهدوه.
فالآباء حاليا "مريحين دماغهم" تبدأ الام فى تعويد الطفل على مشاهدة افلام الرسوم المتحركة حتى تستطيع انجاز مهام المنزل ثم تتحدث فى الهاتف وهو يضع كل تركيزه فى "الكرتون"، و الان لكى تكافئ أم ابنها فتقدم لكه احدث اجهزة الـ smart phone او " البلاى ستيشن " أو الوى "، ففى الحقيقية يشجع الاهل ابنائهم على الدخول فى العالم الافتراضى وهى نقطة اساسية و جوهرية فى تربية الابناء.
ولأن الامهات حاليا تعمل لفترة تصل من 8 ساعات إلى 10 ساعات فتحاول اسعاد ابنها بتحميل التطبيقات الجديدة على الشاشات الرقمية الخاصة بالأبناء وهى الطريقة السلبية تماما فى تربيتهم.
واستكملت دكتورة هبة عيسوى قائلة : " الأبناء من سن 18 إلى 19 سنة وبعد تعويدهم على التعامل مع العالم الافتراضى سيكون من الصعب التواصل معهم وإنشاء صداقات بين الاباء والأبناء.
ونحن كأسر نعيش حاليا حالة من "فقر المهارات الاجتماعية"، زمان كانت الزيارات العائلية اساس لا يمكن أن يٌغفل عنه، اما الان اذا قررت الام ان تصطحب ابنها للنادى يذهبا سويا فى المعاد المحدد للتمرين وهو احدى العوامل التى تجعل المهارات الاجتماعية للأطفال تقل، وإذا تشاجر الابن مع احدى اصدقائه بالنادى تسارع الام باصطحابه للمنزل فيعود الطفل من جديد للعالم الافتراضى وهو الإنترنت والهاتف الذكى والـgames وهو ما يسبب له العزلة.