عدة صفحات لا تتعدى المئتين من القطع الصغير، كانت بوابة الآلاف من الشباب والمراهقين فى مصر بل والوطن العربى كله على عوالم من السحر، علمتهم الكثير عن الحياة وعن ثقافات الشعوب الأخرى وخلقت لهم صداقات فى جميع أنحاء العالم، بين شخصيات خيالية وأخرى من لحم ودم عبر "بريد القراء".
هذا الجيل المحظوظ جدًا بـ"روايات الجيب" وعصر ما قبل الإنترنت عاش لحظات فريدة ارتبطت بهذه الروايات لن يفهمها أبدًا سواه..
"بدل الرواية بربع جنيه"
فى ذلك الوقت حين كان "المصروف" اليومى لا يزيد عن جنيه أو اثنين حسب المرحلة الدراسية كان عشاق روايات الجيب يتحايلون على المصروف القليل بصيحة "تبديل الكتب"، يشترى الرواية ويقرأها بنهم ولكنه يحرص على أن تكون سليمة تمامًا كى يتمكن من تبديلها مقابل ربع جنيه فقط برواية أخرى جديدة، فى حين تصل روايته إلى يد قارئ آخر وهكذا.
"الرواية جوا الكتاب"
رغم أن صناع روايات الجيب كانوا يحرصون على أن تصدر فى أجازة نصف العام والأجازة الصيفية فقط كى لا تعطل قراءها من الطلاب، إلا أن هذا لم يرضى الطلاب ولم يكن يكفيهم فكانوا يجدون طريقتهم للتحايل على الأهالى ويخلقون وقتًا لقراءة الروايات أثناء المذاكرة بدسها فى قلب الكتب لا سيما فى أيام الامتحانات، ولا يوجد قارئ لهذه الروايات ليست لديه ذكرى متعلقة بهذه الحيلة.
"فى جزء من الثانية"
قراء روايات الجيب وحدهم هم من سيفهمون تشبيهات تحولت إلى مزحات مثل "وحيدًا مثل الحنكليس" أو "فى جزء من الثانية" أو "البذلة الكحلية التى تجعلنى فاتنًا".. ولا عبارات نعتبرها قمة الرومانسية مثل "حتى تحترق النجوم!".
"الحمام ركن القراءة"
فى أيام الامتحانات كان المراهقين يتسللون إلى الحمام ويقضون داخله وقتًا طويلاً، ليس لمطالعة مجلات إباحية كما قد تظن، ولكن لأنهم يريدون الاستمتاع لبعض الوقت بقراءة إحدى روايات الجيب، أو ربما وصلت الرواية لذروة أحداثها ويريد إنهائها ولا يوجد مهرب إلا بقرائتها داخل الحمام.
"ن - 1" و"رفعت اسماعيل" "نور الدين محمود" "ماجى ماكيلوب"
قراء روايات الجيب وحدهم تجدهم يتحدثون عن "أدهم صبرى" و"رفعت إسماعيل" و"عزت" و"ماجى ماكيلوب" و"العقيد نور الدين محمود" و"علاء عبدالعظيم" باعتبارهم أحد أفراد الأسرة، يعتبرونهم أشخاص معروفين وحقيقيين لدرجة أنهم يتحدثون إليهم كأصدقاء قدامى.