دون الكثير من الضجيج والتعقيدات وبالكثير من الضحك والبهجة مارس "سعيد صالح إبراهيم" الأب مهمته تمامًا كما مارس أدواره الفنية شديدة العبقرية. ونجح فى أن يخلق علاقة شديدة القوة مع ابنته الوحيدة التى تفخر به دائمًا وأبدًا وتحكى من وقت لآخر الكثير من المواقف المؤثرة والمليئة بالبهجة عن "سعيد صالح" الأب.
ومن واقع ما تحكيه "هند سعيد صالح" فى مقالاتها المختلفة أو عبر حسابها الشخصى على "فيسبوك" عن علاقتها بوالدها والمواقف التى جمعتهما، يمكن لكل أب أن يتعلم 5 دروس منه..
"اجعل أبنائك فخورين بك"
من اللحظة الأولى التى ترى فيها اسمها تدرك أن هذه البنت فخورة جدًا بوالدها فتحرص على أن يلتصق اسمه كاملاً باسمها، وتحكى "هند سعيد صالح" عبر "فيسبوك" عن عشرات المواقف التى تقول بوضوح إنها فخورة بوالدة.
وكتبت يومًا "الله يرحمك يا بابا.. مجرد ذكر اسمك بيسهل حاجات كتير فى حياتى.. بيخلى المكشر ابن الكئيبة يبتسم.. عايشة فى خيرك عايش أو ميت"، وكتبت أيضًا "فخورة اني بنتك يا حبيب قلبي".
"التربية لا تكون بالعنف ولا العصبية"
"عشت مع سعيد صالح الله يرحمه 30 سنة فى بيت واحد.. ولغاية ما اتجوزت وخرجت من بيته ما افتكرش إنه اتعصب عليا ولا زعق لى ولا زعل منى وخاصمنى" شهادة ذكرتها "هند" فى سياق حدوتة أخرى عن "سعيد صالح" الأب الذى كان أبعد ما يكون عن العنف والعصبية فى التعامل معها.
وكانت النتيجة ابنة صالحة، وناجحة وعلاقة شديدة القوة والمتانة بينها وبين والدها، ربما يتمنى مثلها كل أب.
"اترك لهم ذكريات سعيدة"
"هو كده.. رايق.. فايق.. ضحك.. هزار.. تريقة.. أي حاجة غير الجد.. الله يرحمك يا حبيبي، حتي بعد وفاتك، لما بنفتكر ذكرياتنا معاك لازم نضحك" بقدر المحبة الكبيرة التى تكنها الابنة لوالدها لا تملك حين تتذكره إلا أن تبتسم وتتذكر من قلبها الأيام والذكريات السعيدة التى تركها لها والدها، وهى التركة الأعظم التى يمكن أن يتركها الأب لأولاده.
"كن صديقًا لهم"..
"صاحبى وأخويا" هكذا تتحدث "هند" دائمًا عن والدها الذى يعاملها كصديق وأخ أكثر منه كأب، يطرق باب غرفتها فى منتصف الليل لتقاسمه سماع صوت مطرب جديد سمع عنه الآن وحسب، يحترم رأيها وتتحدث معه بحرية وثقة، ويسيطر المزاح والضحك دائمًا على محادثاتهما تمامًا كأى صديقين.
"الحنان هو الأهم"
لأن سرد المواقف التى تعبر عن حنان "سعيد صالح" الأب يحتاج لعشرات الكتب، قد نضطر للاكتفاء بموقف واحد حكته "هند" ابنته فى إحدى مقالاتها عنه قالت فيه "ولما تميت 18 سنة، كنت فرحانة أوى إنى بقيت مدموزيل، وهطلع رخصة، وهجيب عربية جديدة.. كبسنى هو وجابلى عربية 127، اتعلم عليها الأول.. اتعلمت وبقيت قردة فى السواقة، وفضلت بيها حوالى سنتين.
عربية جديدة بقى ورحمة أبوك يا شيخ.. قالي: حاضر.. إنتى كنتى قد المسئولية، وماعملتيش مشاكل بالعربية هجيبلك حاجة زيرو.. وجاب. مفيش يومين، وعملت حادثة محترمة، اتخرم فيها الرادياتير بلا رجعة.. أول مرة اخيب ظنه، ومش عارفة اعمل إيه!
دخلت قلت لماما: الحقينى.. أنا خبطت العربية جامد عند الكبوت، والرادياتير راح فى الوبا مع هنادى.. اعمل إيه؟ مش عايزاه يزعل منى ويقلب، ويقولى الناس هتقول بنت سعيد صالح ماشية بتخبط يمين وشمال ماهو طبعا أبوها اللى جايبها لها. ماما قامت بدور الأم وقتها على اكمل وجه، ودخلت تتكلم معاه.
سعيد.. أنا عربيتى مكانش فيها بنزين، وكنت مستعجلة.. نزلت بعربية هند، وعملت بيها حادثة، والرادياتير مش هتقومله قومة تانى.. أنا مش عايزة ازعلها، ومش عارفة اعمل إيه؟ دى لسة جديدة وفرحانة بيها والغلطة غلطتى.
ونزلت الموسيقى التصويرية الحزينة، واتحركت مشاعر الأبوة بعنف.. دخلى الأوضة.. هند.. نعم يا بابا يا حبيبى.. أنا عربيتى مكانش فيها بنزين، وماما مكانتش موجودة، وكان فى مشوار مهم لازم اعمله.. اخدت عربيتك.. بس أنا آسف والله أنا آسف جداااا، خبطتها من قدام والرادياتير باظ.. معلش اعذرينى.. أنا متعود على العربيات الكبيرة، وانتى عربيتك صغيرة، مكنتش متعود على أبعادها.. بس ماتقلقيش أبدا.. هصلحها لك بكرة الصبح إن شاء الله".