الأوانى النحاسية هي الأكثر استخداما فى البيوت المصرية قديما، وكانت جزء أساسى فى جهاز العروسة ووسيلة للتباهى والتعبير عن من يقتنيها من ميسورى الحال، ولذلك كان الاهتمام بنظافتها من الأساسيات.
وتعددت استخدامات الأوانى النحاسية وأشكالها، فمنها ما يستخدم لطهى الطعام وأخرى لغسيل الملابس، وأيضا كأكواب للشرب، ولكنها كانت سريعة الصدأ فتتكون عليه ماده خضراء تسمى "الجنزار"، ليأتى هنا دور "مبيض النحاس" ليقضي علي الصدأ.
فـ "مبيض النحاس" من أكثر المهن انتشارا فى مصر والبلاد العربية منذ فترة الخمسينات، وكانت لهذه المهنة مكانة كبيرة في المجتمع يتوارثها الأبناء عن الأجداد، حيث كان له يوما محددا يمر فيه على المنازل، ويتجمع الأهالي ومعهم أوانيهم النحاسية، ويقوم "مبيض النحاس" بإزالة الصدأ و وضع طبقة من القصدير الساخن و"يدعكه" بقدمه، إلى أن يلمع النحاس ويعيدها من جديد جميلة و براقة.
وظل النحاس بمكانته إلي أن ظهرت أواني "الألومنيوم" كبديل له ؛ لرخص ثمنه و سهولة تنظيفه، وتبدلت الأحوال وانتشرت أوانى "الأستانلس" والتيفال ، لينحصر دور النحاس على الزينة فقط.