نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز تقريرا يرصد الازدهار الذى تشهده تجارة السجاجيد فى إيران جراء عملية رفع العقوبات الاقتصادية التدريجية عن كاهل الجمهورية الإسلامية بعد توقيع اتفاقية فيينا العام الماضى.
كانت عمليات تصدير السجاجيد الإيرانية إلى السوق الأمريكى قد توقفت بشكل تام فى عام 2010 بعد فرض مجمعة من العقوبات الاقتصادية التى منعت إيران من تصدير السجاجيد والفستق والكافيار، وبما أن السوق الأمريكية كانت أكبر مستورد للسجاجيد الإيرانية فقد انخفضت حجم تصديرها فى إيران بنسبة 30%، فالعقوبات منعت أى أمريكى من شراء أوبيع أواستيراد سجاجيد إيران.
ويفيد تقرير الفايننشيال تايمز أن نسبة تصدير السجاجيد بعد عملية رفع العقوبات الاقتصادية ارتفعت بنسبة 39% حتى شهر يوليو الماضى، ليمثل ذلك خطوة مضيئة فى السوق الإيرانية التى لا تزال تعانى من تقاعس الشركات العالمية والبنوك الدولية من التعامل معها.
ويقول حامد كارجار مدير المركز الوطنى للسجاجيد الإيرانية أن نسبة مبيعات السجاجيد إلى الولايات المتحدة كانت صفرا فى السنة المالية لعام 2015، لكنها وصلت اليوم إلى 27 مليون دولار(ما يقارب 270 مليون جنيه مصرى)، مرجعا الارتفاع إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
ومن ناحيته يرى حامد ريزا زولانفارى الرئيس التنفيذى لشركة "زولانفارى" الإيرانية العالمية – وهى شركة ذات أفرع عدة فى دول مثل الصين وسويسرا وأمريكا ومتواجدة منذ ما يربوا على القرن- أنه هناك ثمة مساحة أكبر للتصدير للسوق الأمريكية.
ويقول زولانفارى للفايننشيال تايمز أن مبيعات شركته إلى أمريكا بلغت هذا العام 250 ألف دولار، وهو رقم ضئيل مقارنة بإجمالى مبيعات الشركة الذى وصل إلى 8 مليون دولار، شاكيا من تقاعس البنوك من التعامل مع إيران بسبب القيود التى تفرضها أمريكا على الجمهورية الإسلامية، متهمة إياها بتمويل تنظيمات إرهابية.
وأضاف زولانفارى أن غياب إيران خلال السنوات الماضية أعطى فرصة لمنافسيها فى صناعة السجاجيد مثل الصين وباكستان وأفغانستان، متطرقا إلى صعوبة نقل الأموال من خارج إيران إلى داخلها والعكس بسبب القيود الأمريكية، أيضا إلى جانب بعد إيران لفترة عن السوق الأمريكية بشكل يجعلها غير مواكبة لتغيرات السوق والذوق داخل أمريكا.
وتطرق زولانفارى إلى التحديات الأخرى التى تواجه صناعة السجاجيد فى إيران، فهناك تراجع الاقتصاد فى أوروبا، وهناك أيضا عدم استقرار الدول العربية المستوردة لسجاجيد إيران بسبب ثورات الربيع العربى، لكنه أبدى تفاؤله من عرض السجاجيد الإيرانية المنتظر انطلاقه الشهر القادم فى نيويورك، معتبرا الحدث فرصة لدراسة السوق الأمريكية.
رغم التحديات يرى "كارجار" أن السجاجيد الإيرانية ستتفوق على منافسيها، فهى الأعرق والأكثر أصالة.