تحتفل مصرغدًا الجمعة بالعيد الرابع والستين للفلاح المصرى الذي يوافق التاسع من شهر سبتمبر فى كل عام تأكيدا على دور الفلاح المصرى الداعم فى مجال توفير الغذاء وأحد محركى الثورات.
كان الفلاح المصرى معروف بدفاعه عن أرضه، فقاموا بالإضراب عن العمل بنظام السخرة أثناء حفر قناة السويس في عام 1862، وعدم إعطائهم أجورًا لعملهم مع سوء الأحوال المعيشية، واضطر المسئولون عن حفر القناة إلى تحديد أجر للفلاحين، وتحسين معيشتهم ، وتوفير مياه الشرب لهم، وحتى أثناء ثورة 1919 تكاتف فلاحو زفتى في تكوين ما سمي بجمهورية زفتى، حيث أعلن الجميع الاستقلال عن السلطة وشكلوا مجلسا وطنيًا.
وتم اختيار يوم 9 سبتمبر للأحتفال بعيد الفلاح، ولإصدار قانون الإصلاح الزراعى إحياءً لذكرى الزعيم أحمد عرابى في مواجهة ظلم الخديوي توفيق عام 1881، ورده عليه بعبارته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا أو عبيدًا".
وبعد ثورة يوليو إصدار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول قانون للإصلاح الزراعي في يوم 9 سبتمبر 1952 وتم إعادة هيكلة الملكية الزراعية بتفتيت الطبقات بين الملاك والمزارعين، حيث أصبح الفلاح الأجير مالكًا لجزء من أملاك سيده، وأصبح للفلاحين حقوق كفلتها لهم الثورة.
تقوم مهنة الفلاحة على غرس الفسائل ونثر البذار وسقي المزروعات واستصلاح الأرض وحرثها ثم حصاد المحاصيل وتجهيز ميدان العمل للزراعة.
تعود الزراعة إلى عصر الحجري الحديث، وتدل الأساطير القديمة على أن بعض الشعوب كانوا يقدسون الزراعة، ويعزون إلى الآلهة تعهدها وحمايتها وحث الناس على احترافها.
كما كان القدماء المصريين يعتقدون أن الإله أوزيريس هو الذي علمهم صنع أدوات الحرب وتجهيز التربة لغرس الكرمة والأشجار المثمرة، وحصد الذرة والشعير، وأن امرأته إيزيس هي التي علمتهم طحن الحبوب وصنع الخبز والنسيج.
ويقول المؤرخين إن المصريين كانوا مولعين بزراعة الذرة لصنع الخبز، وأنهم كانوا يزرعون الفول للتجارة والمقايضة، و يزرعون القطن، إلا أن علماء الآثار لم يجدوا أثراً للمنسوجات القطنية بمصر، كما كانوا يزرعون قصب السكر والخشخاش ويستخرجون الصمغ من شجر السنط .
أما ما يتعلق بتربية الحيوان فقد كان المصريون يربون البقر والماعز والحمير والخنازير، أما الخيل فقد بدأت تظهر آثارها في مصر خلال القرن العشرين قبل الميلاد، عن طريق الرعاة الهكسوس.
وفي عهد الملك سليمان أصبح لتربية الخيل شأن كبير، إذ كان يستخدمها في قضاء حاجاته، كما كان يبيعها للحثيين.