يحكى ان " الغراب " هو أول من علمنا دفن الأموات، حيث ان اول جريمة قتل نفس بشرية كانت بين ابنى ادم الأخوين قابيل وهابيل، والسبب هو إبليس وحسده وحقده لأدم وذريته فأرسل الله عز وجل غراب ليعلم بنى ادم دفن موتاهم، وذلك حكمة من الله لان الغراب هو اذكي الطيور وأمكرها على الإطلاق، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لفصي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة .
قابيل وهابيل أول أبناء على وجه الأرض لسيدنا ادم عليه السلام وزوجته حواءوكان لكل واحد فيهم اخت تؤام ، وكان كل من قابيل وهابيل عاملين، فقد كان هابيل من رعاة الأغنام، وقابيل من زراع الأرض،تزوج كل من قابيل وهابيل أخت الآخر، وذلك حفاظاً على النوع الإنساني، وكانت توأم قابيل أجمل من توأم هابيل، وعندما طلب آدم من أبنائه إتمام ذلك الزواج رفض قابيل ذلك، لان نصيبه هو الفتاة ذات الجمال الأقل، فقد أراد أن يتزوج من توأمه، ولم يرض بتلك القسمة، ولحل تلك القضية هدى الله تعالى آدم إلى مخرجٍ ما، وهو أن يقدم كل من قابيل وهابيل قربانا إلى الله، والذى يقبل قربانه سينال مراده ، فقام هابيل بتقديم جمل من أنعامه، اما قابيل فقد قدم قمما من زرعه، نزلت نار فأكلت قربان هابيل، وتركت لقابيل قربانه،فغضب هابيل وقال لأخيه: لاقتلنك كي لا تنكح أختي، فقال : انما يتقبّل الله من المتقين.
وقد غلت نار الحسد والغيرة والحقد في قلب قابيل، فقام بقتل أخيه وهو نائم، ويقال ان حادثة القتل هذه قد حدثت في جبل (قاسيون) المطل على دمشق وبهذا يكون هابيل اول من قتل على سطح الأرض، ولم يعرف قابيل كيف يواري جثّة أخيه، و وقرر أن يحمله في جراب على ظهره حائراً ومضطرباً لا يعلم ما يفعل، إلى أن بعث الله تعالى غرابين يقتتلان، فقتل أحد الغرابين نظيره، وقام بعمل حفرةٍ في التراب بمنقاره ليواري فيها جثّة الغراب الآخر ويخفيها تحت التّراب، ومن هذا المشهد تعلّم قابيل متأثّراً ومستشعراً بشيء من الحسرة و النّدم، وقام بحفر حفرةٍ لأخيه دافنا جثته تحت التراب.