عشرات الحملات الإعلانية على شاشات التلفزيون تناولت القضية من زوايا مختلفة، تحدثت عن جودة المنتج المصرى تارة وعن عقدة الخواجة تارة أخرى ولكنها، ورغم استمرارها لأسابيع وشهور لم تنجح فى أن تحقق الأثر نفسه الذى حققته مجموعة على "فيسبوك" تقدم البدائل المصرية للكثير من المنتجات المستوردة بهدف دعم الاقتصاد المصرى.
"أضئ شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام" الحكمة التى تؤمن بها "بدور نصيف" مؤسسة مجموعة "صنع بفخر فى مصر" على "فيسبوك"، والتى فكرت فيها طويلاً وهى تطالع الأخبار عن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها، وفى مايو الماضى قررت أن تشعل شمعتها وتشارك الآخرين الفكرة التى تقول لـ"انفراد" إنها تنفذها منذ زمن طويل لأنها لا تعانى "عقدة الخواجة".
بدأت "بدور" المجموعة التى تهتم بطرح بدائل للمنتجات المستوردة من الصناعة المصرية، وتقول "كلما جربت منتج مصرى ووجدت أنه بديل للمستورد بنفس الجودة أو ربما أفضل منه، أكتب عنه فى المجموعة، فالهدف هنا ليس فقط دعم أى منتج مصرى ولكن دعم المنتجات ذات الجودة العالية لأننا فى النهاية نريد سلعة محلية بجودة جيدة".
واظبت "بدور" على مشاركة تجاربة مع المجموعة التى أخذت تتسع يومًا بعد يوم مستعينة بخبرتها السابقة فى العمل فى مجالى التسويق والاتصالات، ويومًا بعد يوم بدأت دائرة مستخدمى وداعمى المنتجات المصرية تتسع وتقول "كنا 56 ألف عضو خلال العام ونصف الماضيين حتى سلطت الفنانة إسعاد يونس الضوء على فكرة تشجيع المنتج المصرى فى برنامجها صاحبة السعادة قبل أسبوع، ووجدت العدد يتضاعف وسط ترحيب بالفكرة، وهو مؤشر قوى على دور الإعلام فى دعم مثل هذه الأفكار ودعم المنتج المصرى".
وطنيتها القوية وغيرتها على الصناعة فى بلدها وعلى اقتصادها كانوا الدوافع وراء إطلاق "بدور" المجموعة أما الأعضاء فتقول "البعض أحب الفكرة بدافع الوطنية، والبعض يجربها بحثًا عن التوفير وهو الهدف الذى نتفهمه جيدًا فى المجموعة".
لهذه الأسباب تشترط "بدور" ومن بعدها مديرتى المجموعة اللتان تطوعتا لمساعدتها فى إدارتها عدة مواصفات فى المشاركات التى تصل لهما من المستخدمين وتقول "أى اقتراح بمنتج مصرى بديل يجب أن تتوافر فيه عدة شروط قبل أن ننشره، أحيانًا تصلنى تعليقات دون الكثير من المعلومات الهامة لتكون مفيدة للناس، مثل سعر المنتج والمكان الذى يمكن شرائه منه أو كيفية الوصول إليه، مما يجعل هذا "البوست" غير مفيد للمستخدمين فلا أنشره، البعض الآخر يصلنى بتعليق مبهم يمتدح فقط بالمنتج دون توضيح موضوعى لأسباب إعجابه به كمن يكتفى بأن يقول "المنتج دا تحفة جدًا" هذا لن يفيد الناس، ولن يقنعهم بالتالى لا ننشره، أيضًا أحيانًا تصلنى تعليقات تشيد جدًا بمنتجات على الرغم من أننى جربتها بنفسى وأعرف أنها غير جيدة فلا أنشرها كى لا نضر بالمصداقية التى تتمتع بها الفكرة حتى الآن".
لا تستهدف الفكرة فقط المستخدمين من الطبقات المتوسطة وما دونها الذين قد يجدون فى المنتج المصرى بديلاً رخيصًا ويبحثون عنه لأجل ذلك وإنما تقول "بدور": "نستهدف أيضًا الطبقة العليا من المجتمع والذين ينفقون الكثير من المال على المنتجات المستوردة مما يعنى خروج الكثير من العملة الصعبة خارج البلاد فى حين أن هناك بعض البدائل المصرية، للطبقة العليا أيضًا، ويمكنهم شرائها" وتوضح "البعض يدفع 15 ألف و 8 آلاف جنيه فى منتجات جلدية مستوردة فى حين أن مصر بها مصانع تصدر أصلاً لهذه العلامات التجارية العالمية فلماذا لا نشترى منها طالما أن الأسعار فى حدود إمكانياتنا؟".