جسد ممشوق وساقين متناسقتين والوقوف على مشط القدمين وحركة انسيابية ناعمة تعلو بالجسد لمعانى الرقى والعظمة، تصف هذه الكلمات فن البالية الذى كان يتابع من خلال شاشات التلفزيون وحسب، لكن الأن لم يعد حكراً على دار الأوبرا المصرية أو على المسارح العالمية، بعد أن قرر أن يصول ويجول ويعلن عن نفسه فى شتى محافظات وقرى مصر ووصل إلى صعيدها.
فاتجهت فى الفترات الأخيرة مجموعة من الحركات الفنية والشبابية إلى صعيد مصر لتغير من طبيعته وتفصح عن المواهب الساكنة بقراه وشوارعه، فاتجهت حركة " ألوانات" القائم وعلى رأسها راقص الباليه الأول بمصر " أحمد نبيل" والبالرينة الأولى " أليتشا" إلى المينا لافتتاح أول مدرسة باليه تدرب فتيات الصعيد وتخرج البلرينة التى بداخلهن.
يقول "احمد نبيل" عن بداية حلمه فى تأسيس مدرسة باليه فى الصعيد ": أعشق الباليه واعتبره هو موهبتى ووظيفتى وكل شىء بالنسبة لى وأومن بأنه قادر على تغير شخصية الفرد والرفع من معدلات ثقافته وتدريبه وتأهيله نفسياً لتقبل الأخر والنهوض برقى الشعوب بشكل عام، لذلك كان دائماً ما يراودنى حلم نشر ثقافة الباليه فى محافظات مصر المختلفة وعدم اقتصاره على القاهرة والإسكندرية وحسب، وخروجه عن أسوار الأوبرا.
مضيفاً ": وعلى الرغم من صعوبة الموقف إلا أن محافظات الصعيد هى أول المحافظات التى كنت أحلم بافتتاح مدارس بها، على الرغم من علمى بأن الثقافة والعادات والتقاليد ربما تكون معارضة لمثل هذه الفكرة لكن لم يتوقف حلمى أبداً حتى قابلت شريكة عمرى راقصة البالية الأولى " أليتشا" التى شاركتنى حلمى وشجعتنى على تحقيقه على أرض الواقع.
متابعاً ومن هنا كان التعاون بينى وبين حركة " ألوانات وافتتحنا سوياً مدرسة باليه بمحافظة "المنيا"، وفى البداية الإقبال كان ضعيف لكن مع محاولات إقامة ندوات تعريف بفن الباليه والنقاش مع أولياء الأمور الأمر اختلف تماماً.
وقالت راقصة الباليه " أليتشا" : بعد افتتاح المدرسة بايام معدودة اكتشفنا الكنز الذى يحوى عليه هذا المجتمع الصعيدى الممتلئ بمواهب بعيدة عن أضواء القاهرة، فالفتيات على عكس ما كنا نتوقع رشيقات للغاية ويتمتعن بمرونة جسدية عالية ولديهم قدرة على الاستيعاب فائقة مقارنة بغيرهن من الفتيات، لذلك كانت بداية مبشرة لنا ومشجعة لاستكمال مشوارنا وافتتاح العديد من المدارس فى محافظات مصر المختلفة.