"دعوة الحمى للسما ودعوة الأم فى الكم" و بالرغم من أن التراث المصرى يؤكد أن دعوة الحمى مستجابة، إلا إن العادات والتقاليد وحتى سينما صدرت صورة معينة للحمى التى تظهر دائماً بشكل "الست المفترية" التى خلقت فقط من أجل "تدمير حياة ابنها أو بنتها" وخلق أجواء لا تنتهى من الصراعات والمشاحنات،و كأن البنت تزوجت كى تبدأ حربها مع حماتها.
ولأن السينما مرآة المجتمع جسدت لنا السينما المصرية شكل معين للحمى تلخصه المبدعة "مارى منيب" فى جملتين "حماتك مدوباهم اتنين"و "أمك أمك مش أى حد " بنبرتها المميزة التى تؤكد أن هذه المرأة يجب أن ينحنى لها إبليس تقديراً لها على قدرتها فى تدمير حياة ابنها أو ابنتها.
لكن هل تجنت السينما على الحمى، أم إنها عكست الواقع فقط؟، سؤال طرحته انفراد على عدد من الفتيات المتزوجات ، وقالت إيمان سيد 27 عام مين قال ان السينما ظلمت الحموات بالعكس يوجد حموات لم تستطع السينما نقل ما يفعلوه حتى الآن وحماتى واحدة منهن، وبدأت معى مبكراً جداً جو الحموات، وبمجرد أن تزوجت كانت تأتى وترفع حرف السجاد وتقول "انتى مش بتمسحى غير من فوق الوش عفانة صحيح"، ثم تصمم أن تأخذ زوجى ينام فى حضنها، وتقول أصله وحشنى، وحين يأتى موعد ذهابها تدخل فى نوبة بكاء هيستيرية لأنها ستفتقد ابنها وتطلب منه ان يذهب معها و"يبات" كام يوم بمفرده، وتطور الأمر حتى أصبحت تنام بجانبنا عندما تأتى وأحياناً تقول لى "خدى ولادك وناموا بره عشان انا عاوزة أنام جنب أبنى".
فيما ترى نسرين محمد 37 عام أن السينما مقصرة جداً فى حق الحموات لأنها لم تظهر كل أفعالهن البشعة، وتقول لم أذهب أنا و زوجى لقضاء شهر عسل وقضينا الأجازة فى المنزل وفى ثالث يوم من زواجى أخبرتنى حماتى أن بنت اختها و زوجها التى تزوجت بعدى بيوم فى إحدى المحافظات قادمة لتقضى شهر العسل فى القاهرة و ستقيم عندى لمدة أسبوع و أعطتنى قائمة بالأكلات التى تفضلها العروس "عشان أعملها" وطلبت منى تجهيز حجرة بشكل يليق بالعروس و شددت على تحضير وجبة الإفطار فى وقت مبكراً لأن العروسة و زوجها يستيقظون مبكراً، و بعد أن علمت بحملى كانت تقيم العزائم وتطلب منى تحضير الأكل وتترك لى "تشطيب المواعين والمطبخ" وتنظيف الشقة بعد العزومة، وبعد أن تعرضت للإجهاض أكثر من مرة كانت تقول لزوجى "دى بتدلع ولا تعبرها".
أما سارة السيد 23 عام فتقول أقيم فى نفس العمارة مع حماتى وبعد أن مر أول شهر من زواجى كانت توقفنى انا و زوجى على السلم وتسألنا "انتم رايحين فين وهتيجوا الساعة كام" وتعطى لنا موعد محدد للعودة إلى المنزل، ولو تأخرنا تتشاجر معنا، وتطور الأمر حتى أصبحت لا أستطيع الخروج بدون إذنها حتى لو أذن لى زوجى، ويوم فرح ابنة خالتى أرتديت ملابسى ونزلت واستوقفتنى كعادتها ورفضت خروجى، وعندما تحدثت إلى زوجى فى الموبايل وأخبرته بما حدث ظلت تصرخ و تضرب رأسها فى الحائط حتى جرحت رأسها وجرحت يدها، ثم زادت فى صراخها ونادت إلى الجيران واتصلوا بزوجى وأدعت إنى ضربتها "وحدفتها بطفاية"، وكاد زوجى أن يطلقنى حتى تدخل أحد كبار السن من الجيران و أخذنى إلى منزل أهلى.
وفى السياق ذاته تقول فاطمة حسنى 48 عام حماتى أذاقتنى أشكال العذاب، لأنى تاخرت فى الحمل لمدة عامين وكانت طوال العامين تضربنى هو وابنتها وتقول لى، "مدام مانتيش بتاعة حمل ولادة يبقى انتى خدامة تاخدى بالجزمة وتسكتى"، وكانت تأتى لزوجى بعرائس فى منزلى وتطلب منى تحضير مشروبات وحلويات للضيافة، وبعد أن رفض زوجى الزواج بآخرى، كانت تقول له إنى على علاقة برجال غيره وأتحدث اليهم أثناء تواجده فى العمل، و أتعاطى حبوب لمنع الحمل حتى لا ينكشف أمرى، وبدأ زوجى هو الآخر أن يضربنى وكانت تمسكنى حتى يستطيع ضربى، حتى اصطحبته وأجريت تحاليل وتبين انى أعانى من مشكلة، وعالجنى و رزقت بولدين.