من بين عشرات القصص المآساوية التى تتركها الفتيات على صفحات الفضفضة على الإنترنت، كان لهذه الحكاية وجعها الخاص، آسى وظلم وقهر من نوعاً أخر، تفاصيل لن تتحمل سماعها من شدة قسوتها، خوف وقلق وحيرة توجهما قلب مُرتعش ويد ترصد تفاصيل مؤلمة لن تنساها مهما مر من وقت، حكاية احتفظت بتفاصيلها طويلاً داخل قلب تهتك مع غشاء بكارتها، ولكنها قررت أن تبوح بها للمرة الأولى، حاملة رسالة لكل أب تسول له نفسه أن يرتكب جريمة أخلاقية فى حق ابنته، التى تعرضت لظلم لا يضاهيه ظلم، وتجربة أقسى مما تكون، لكل أب قرر بهذا المفهوم المجتمعى الساذج أن يستر عليها ويحافظ على ما تبقى من شرف بهذه الطريقة المُهنية، وأن يربط ابنته برباط يترك لها الأسى والخوف وذكريات سيئة طوال العمر.
هذه الرسالة التى قرأها دكتور الطب النفسى مينا جورج على طريقته الخاصة، واستخرج منها رسائل خاصة، وألم نفسى مُرعب، ومشاكل أخرى تتركها تجربة سيئة مماثلة على نفس أى فتاة مهما بلغت قوتها، عدد لا بأس به من الأضرار النفسية التى ستكون من نصيب الفتاة هذه التى يجبرها أهلها على الزواج من شخص قد اغتصبها لتستر على ما تبقى من الشرف والكرامة التى أضاعها المغتصب....
يقول دكتور مينا، فى البداية يجب أن يعرف الأب ما هى الأزمة النفسية التى ستمر بها هذه الفتاة التى تتعرض لصدمة هائلة مثل الاغتصاب، فهى بالأساس تكون بحاجة بعد هذه التجربة القاسية بحاجة إلى كورس نفسى مُكثف، خصوصاً أنها تتعرض لأبشع شئ من الممكن أن يتعرض له شخص فى الكون، أن ينتهك جسدها بهذه الطريقة المهينة، اضرابات نفسية تصل لحد الإنهيار العصبي، إذا لم يتطور إلى ما هو أكثر من ذلك، وهى نتيجة خطيرة لا يجب التهاون فيها، ومن الضرورى أن يتم علاجها على وجه السرعة، ولا يصح أن يتم التعامل معها على اعتبار أنها مُخطئة حتى لا تتطور حالتها النفسية إلى ما هو أسوأ من ذلك.
يضيف دكتور مينا أن الكارثة تتضاعف فى حالة أن أجبر الأهل هذه الفتاة المُغتصبة على الزواج من هذا الشخص، فهذا معناه أنها ستتحول إلى شخص مريض بالمعنى الحرفى للكلمة، وسيكون تأثير هذه الواقعة شديد عليها، الاكتئاب من الممكن أن يكون هو أقل ما ستشعر به، إلى جانب الكثير من الأزمات النفسية الأخرى التى من الممكن أن تؤثر عليها لدرجة الانتحار.