كيف أصبح كلينتون نقطة ضعف هيلارى وميلانيا سلاح ترامب لحشد أصوات الناخبات؟

"ضل راجل ولا ضل حيطة"، مثل شهير يردده المصريون، إلا أن هذا المثل عفى عليه الزمن ولم يعد منطقى فى حالتنا هذه بالانتخابات الأكثر جدلاً فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تخوضها هيلارى كلينتون زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، لتنقلب الآية ويصبح الرجل نقطة ضعف زوجته والزوجة سلاح قوة زوجها. وبعد أن أعلنت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون تقدمها لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، شن الرأى العام العديد من الحملات ضدها والتى كانت فى مقدمتها تاريخ فضائح زوجها الجنسية وكيف تقبلت تلك الخيانة، بدءاً من فضيحته مع مونيكا لونيسكى، المتدربة بالبيت الأبيض، أثناء ولاية بيل كلينتون والتى ارتبطت معه فى علاقة غير شرعية والتى كادت أن تنهى مستقبله السياسى إلا أنه اعتذر للشعب وأكد أن العلاقة لم تكن جنسية كاملة. وكان قبلها فضيحة بولا جونز، الموظفة التى ادعت قيام كلينتون بخلع ملابسه أمامها فى أحد الفنادق، وتم كشف قضية مونيكا بعدها واستخدمها محاموها لتأكيد صدق موكلتهم. ولم تكن بولا ولونيسكى أول العلاقات النسائية لكلينتون بل سبقتهم جنيفر فلاورز، التى أكدت فى لقاء صحفى لها أنها لولا ميلاد ابنة كلينتون لما انفصلت عنه. ورغم ثبات هيلارى كلينتون أمام كل تلك الخيانات إلا أنها بقت نقطة سوداء فى تاريخها، واستغلها ترامب فى توجيه الضربات الانتخابية لها فى أكثر من مناظرة . وعلى غير المتوقع اتخذ ترامب من زوجته ميلانيا درع له ليقربه من الأصوات النسائية التى كاد أن يخسرها إن لم يكن خسرها بالفعل بتصريحاته السابقة المهينة للنساء وكذلك الفيديوهات والتسجيلات الصوتية التى تم تسريبها له، بأنه يشاهد ملكات الجمال وهن يغيرن ملابسهن بمسابقة ملكة جمال الكون، كما قال من حق المشاهير أن يعبثوا بالنساء فهو لديه مغنطيس يجذبه بالجميلات. إلا أن ميلانيا قامت بالوقوف بجانبه، ببيروين فى بنسلفانيا بأن نظمت أول تجمع انتخابى تحضره دون زوجها المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بإحدى الولايات التى لم تحسم أمرها بعد، وذلك يوم الخميس الماضى بعد انقطاعها عن الدعاية لزوجها منذ يوليو الماضى. ولكن ترامب، التي رافقتها في هذه المهمة الإقناعية الصعبة كارين بنس، زوجة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس، تحاشت في خطابها في بيروين المطولات والجمل الإنشائية، واستبدلتها بعبارات بسيطة ومباشرة تتوجه إلى النساء وربات المنازل بصورة خاصة. وقدمت ميلانيا نفسها، أنها امرأة مستقلة، وأن زوجها يحترم النساء ويوفر لهن الفرص ذاتها التى يوفرها للرجال، موضحة أنها ستفرغ نفسها إن أصبحت السيدة الأولى للدفاع عن النساء والأطفال.