تعد ظاهرة " تعدد الأزواج بالنسبة للنساء فى مجتمعاتنا ظاهرة نادرة للغاية، لكن لا يمكن إخفاء وجودها، فهناك حالات عدة لسيدات لجأن إلى الزواج أكثر من مرة منهن من اكتفت بمرتين أو ثلاث ومنهن من انطلقت من 5 أزواج إلى فيما فوق.
لكن فى كل الحالات هناك أسباب ودوافع نفسية ومجتمعية تدفع الزوجة لتكرار تجربة الزواج أكثر من مرة، لذلك فى هذا التقرير نستعرض بعض الدوافع التى قد تكون مبررات واقعية لهذا الزواج الذى يعتبره البعض خروج عن السياق التقليدى.
فبين الشهوة واهتزاز الشخصية جاء تحليل علماء النفس والاجتماع لتركيبة المرأة التى تميل لتعدد الأزواج ولا تكتفى بزوج واحد.
ربما تكون الشهوة والغريزة محركها
وضحت الدكتورة شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى عن المرأة متعددة الزوجات قائلة ": هناك بعض الأسباب الاجتماعية التى قد تدفع الزوجة لتكرار تجربتها فى الزواج أكثر من مرة، مثل فى الصعيد وزواجها من عم الأولاد فى حالة وفاة الزوج أو، أو محاولة الزواج من شخص يحميها فى مجتمع لا يتقبل المطلقات، لكن فيما عدا ذلك، هناك بعض الأسباب النفسية والغرائزية التى تدفع المرأة للزواج بدون سبب اجتماعى واضح.
فالله عز وجل خلق الإنسان بعدة صفات أبرزها " الرغبة الجنسية" ومثلها مثل أى صفة أخرى إما تكون زائدة وفائضة لدى شخص أو قليلة ونادرة لدى شخص أخر، وعندما تكون هذه الرغبة كبيرة لدى المرأة وتصل إلى حد الشهوة، ربما لا تتقبل فكرة الانفصال أو موت الزوج ويكون لها احتياجات لا تجد من يلبيها .
متابعة ": لذلك قد تكون الشهوة دافع نفسى بحت وراء تكرار الزواج للأنثى التى يعد الجنس أحد نقاط ضعفها، لكن لا أعنى بذلك أن كل حالات تعدد الأزواج قائمة على هذا السبب وحسب.
حب الاستقرار وعدم القدرة على تحقيقه
فى حين جاء تعليق الدكتورة " تغريد صالح استشارى لعلاقات الزوجية مدعماً لفكر حب بعض السيدات للاستقرار وعدم مقدرتهن على الاستكمال على مسيرته موضحة": الاستقرار هو حلم الجميع رجل أو مرآة، لكن من يستطيع تحقيق هذا الاستقرار، الإجابة هنا ستشير لنا للسبب وراء تعدد الأزواج بالنسبة لبعض الفتيات.
متابعة": فهناك بعض الفتيات اللاتى يأملن فى تكوين أسرة لكن الضغوط المادية والاجتماعية والنفسية وعدم مقدرتهن على تحمل الرجل الشرقى ذو الطلبات الكبرى والتحكمات الأكبر تكون وراء الانفصال والبحث عن تجربة أخرى ربما يجدن بها الاستقرار الذى لم يلقانه فى الأولى.
وتظل هذه الرغبة فى الاستقرار قائمة، وعدم القدرة على تحمل مسئولية الزواج مستمرة معها أيضاً، وتظل تجارب الزواج متكررة فى محاولة لإيجاد حل للمعادلة.
اهتزاز الشخصية والسير على مقولة " ضل راجل ولا ضل حيطة"
فى حين جاء تعليق الدكتورة "فدوى عبد المعطى" مشيراً إلى الجانب الاجتماعى والعادات والتقاليد التى رسخت فى أذهان النساء بعض المعتقدات التى تجعلها مستقرة فى الدرجة الثانية من المجتمع طالما هى بمفردها، لذلك هى فى حاجة دائمة إلى رجل يرفع من شأنها ويعيدها للدرجة الأولى قائلة ":
للأسف منذ صغرنا نسير على مقولة " ضل راجل ولا ضل حيطة" ، فالمراة دائماً فى مجتمعاتنا تشعر وكأنها تعيش فى الفراغ طالما هى تعيش وحدها، وهى فى حاجة دائماً لرجل يحميها ويقف إلى جوارها ويساندها حتى إذا كان ذلك مجرد كلمات ليس لها أى علاقة بالحقيقة.
متابعة ": وهنا إذا فقدت الزوجة زوجها لأى سباب كان سواء الطلاق أو الوفاة تكون فى حاجة لرجل أخر تواجه به المجتمع الذى يرفضها بمفردها، ولان المجتمع صدر هذا الشعور للمراة، بدأت تؤمن به وتصدقه إلى درجة مرضية، فحينما تشعر بأنها غير مرتبطة أو متزوجة، تشعر وأنها ضعيفة وحيدة بائسة حتى إذا كان العالم حولها، فتذهب سريعاً للزواج مرة أخرى ربما تجد هذا الظل الذى فرضه عليها المجتمع.