لايزال شارع المعز من أجمل شوارع مصر، وليس لكونه مليئ بالآثار فقط بل أيضا بحكاياته وتراثه الذى يبهر زائريه على مر العصور ، ومن أجمل حكاياته التى حيرت الكثيرين، هى حكاية "زاوية أبو الخير الكليباتى" الذى يحدثنا عنها مدير التطوير بالقاهرة التاريخية شريف فوزى.
يقول "فوزى" إن زاوية أبو الخير الكليباتى بشارع المعز، تقع بالقرب من حارة بين السيارج، و تختلف الروايات فيه خاصة عن أى عصر ينتمى، ويضيف "تعود أهمية هذه الزاوية، رغم صغرها وقلة زخارفها إلى الخلاف حول أصل البناء، فهو يرجع إلى العصر الفاطمى أو المملوكى، حيث يذكر المؤرخ المملوكى ابن اياس أن تاريخها يعود إلى عام ٩٠٩ هجرية ١٠٥٣ ميلادية، وأنشئها السلطان الغورى لاعتقاده فى الشيخ الكليباتى، وكذلك ذكرها على باشا مبارك فى خططه بتاريخ ٩٢٧هجريه ١٥٢١ ميلادية حيث قام العالم الإنجليزى كريزول بعمل حفائر بها، واثبت أنها تعود للعصر الفاطمى.
وأضاف فوزى أن بناءا على هذه الأقاويل، إن أصل البناء فاطمى، أما التجديد وإعادة البناء فهو مملوكى فى عهد السلطان الغورى.
ويذكره الشيخ الشعرانى، العالم الصوفى الكبير، فى كتاباته
إنه من أولياء الله الصالحين، وله العديد من المواقف مع أهل مصر، ويذكر "الشعرانى" أن الكلاب كانت تسير معه ومن هنا جاء اسم "الكليباتى". وكان يتم إرسال هذه الكلاب لقضاء حوائج الناس بعد أن يقوم صاحب الحاجة بشراء رطل من اللحم لتلك الكلاب، وكان يعتقد إنها أى تلك الكلاب من الجن.
كما كان يدخل "الكليباتى" جامع الحاكم ومعه تلك الكلاب، وكان يقضى معظم أوقاته فى الجامع، فى المضيئة (مكان بوسط الجامع للوضوء).
و أكمل شريف فوزى، مدير التطوير بالقاهرة التاريخية، حكايته قائلاً "دُفن الكليباتى بالقرب من جامع الحاكم بتلك الزاوية، حيث كان يوجد حول الضريح مقصورة خشبيه عليها تاريخ تجديد سنة ٩٢٧ هجرية، وكان يوجد بالزاوية بئر كان تعتقد فيه النساء بالاستشفاء فكانت تضعن فيه اقدامهن وتغسلنها وقد تم غلق هذا البئر وبطل هذا الاعتقاد.
وأوضح "شريف" أن شارع المعز بآثارة والمناطق الأثرية المجاورة له تحكى لنا الكثير والكثير، الذى لا يعرفه معظم الناس وسيظل يعطى لكل الأجيال الكثير من الأسرار التى لم تكتشف بعد وهنا يكمن سر الجمال للآثار وحكايتها.