ضمن حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة قررنا البحث عن جانب أخر من دائرة العنف الممارس ضد النساء فى كل مكان، عمن يتأثرون سلبًا بهذا العنف الواقع عليها، وهم الأطفال الذين يتعرضون لكثير من الأزمات النفسية بسبب عنف الأزواج، خصوصًا إذا كان هؤلاء الأطفال يشاهدون بأم العين ما تتعرض له أمهم من عنف جسدى ونفسى، وهو ما يبشر بأطفال لديهم من العقد النفسية ما يكفى لأن يصبحوا أشخاص غير أسوياء، يشرح الدكتور محمد مصطفى أستاذ الطب النفسى بمستشفى العباسية أن هناك تأثيرات سلبية وسيئة على هؤلاء الأطفال الذين يشاهدون أمهاتهم يتعرضن للعنف وهو ما ينعكس سلبًا على تكوينهم وشخصيتهم فيما بعد، وهو ما يوضحه فى النقط التالية...
· الانسحاب من الجو الأسرى والهروب من المنزل، وهو ما يطلق عليه فى الطب النفسى الانفعال الانسحابى والذى ينتج عن شعور الولد أو الطفل أن الأجواء فى المنزل لم تكن جيدة، وأن هناك دائمًا كثير من المشكلات، وأن الأب والأم علاقاتهم غير متسقرة مما يدفعه إلى الخروج إلى دائرة الأصحاب والبحث عن شخصيات أخرى تلعب أدوار البطولة فى حياته بدلاً من الأبوين، لأنه قد رأى أن أمه تعرضت للعنف أمامه ومن الممكن أن يتعرض هو كذلك للضرب فيبحث عن أجواء أخرى أفضل لتكون هى عالمه الثانِ وهو ما يجعل الأطفال وتحديدًا الذكور منهم يبحثون عن عائلة أخرى.
· تزداد كراهيتهم للأب، هذه نتيجة طبيعية للعنف الممارس من الزوج أمام الأبناء، حيث يحدث أن يشعر الأطفال بخوف منه وكره له ورغبة فى أن يموت الأب أو يختفى بأى شكل من الحياة بسبب تصرفاته المسيئة اتجاه الأم، كما أنه يجعل الأطفال يتطاولون على آبائهم فيما بعد وكسر الحاجز بينه وبين أطفاله.
· عقدة الزواج، هذه التى تصاب بها الكثير من الفتيات اللواتى تتعرض أمهاتهن للضرب أمامهن، وهو ما يترك عقدة نفسية أن كل الرجال كذلك، وأنها إذا تزوجت ستمر حتمًا بمثل هذه المشاكل وتتعرض للعنف ذاته.
· السلوك العدوانى، هذا الذى يكتسبه الطفل من سلوك والده، كما أنه يجعله يعتقد أن الضرب والشجار هو الحل الأمثل للتعامل مع المشكلات، وأن الضرب هو سلوك الأقوى، مما يجعل شخصية الطفل معقدة وغير سوية على الإطلاق.
· فقدان الثقة فى الأبوين، من الآثار النفسية المضرة على الطفل، وهو أن يفقد الثقة فى أمه وأبيه، حيث يشعر أن الأم ضعيفة ولا حيلة لها، وأن الأب عنيف فيخشى التعامل معه خوفًا من أن يلقى المصير ذاته، فيفضل الابتعاد عنه وكذلك عن الأم.