اسم يعرفه العالم جيداً، "مادونا" أو ملكة "البوب" التى أعطاها عشاقها الكثير من الألقاب على مدار سنوات طويلة هى عمر احتلالها للمسرح كواحدة من أهم نجوم الموسيقى بالعالم، كان أخر هذه الألقاب "امرأة العام" الذى حصلت عليه بحفل "بيلبورد" الذى يقام سنوياً لتقدير ما تقدمه النساء فى مجال الموسيقى، ولكن ما لا يعرفه عشاق البوب والموسيقى والقائمون على الحفلات التى تكرم من لهن باعاً طويلاً فى الفن والموسيقى، هو القصة الحقيقية غير المعلنة لحياة امرأة صنعت لنفسها مجداً عالمياً بات من الصعب نسيانه مهما مرت السنوات، وضعت لنفسها مكاناً بين عظيمات لن ينساهن التاريخ كـ"نينا سيمون"، و"تينا تيرنر"، و"ويتنى هيوستن" وغيرهن من المطربات اللاتى خلد أسمائهن التاريخ وسيظل.
ما هى القصة الحقيقية لنجمة "بوب" وقفت لتسلم جائزة "جرامى" العالمية سبع مرات حتى الآن، وحصلت مؤخراً على لقب امرأة عام 2016؟
مادونا
ببذلة غاية فى الأناقة من تصميم دار أزياء "جوتشى"، تقدمت "مادونا" لاستلام الجائزة، ووقفت لإلقاء كلمة حملت الكثير من الرسائل القوية لسيدات العالم، سردت قصتها بشجاعة اعتاد عليها جمهورها دائماً سواء فى اختيار الموسيقى أو فى عروضها الجريئة على المسرح، وقدمت للنساء دروساً فى الإيمان بالقوة الداخلية للمرأة.
بدأت حديثها بالتعبير عما تشعر به كامرأة خاضت من المعارك ما يكفيها لتقف على هذه المنصة، وخرجت من معظمها منتصرة بقوة كانت واضحة فى عينيها أثناء إلقاء الكلمة على الجمهور، قالت : شكراً لتقدير مشوار عملى بالموسيقى على مدار 34 عاماً واجهت خلالها ما تعانيه السيدات من تمييز صارخ، وكراهية للنساء، وإرهاب مستمر ودائم.
واستكملت "مادونا" كلمتها بسرد القصة الحقيقية خلف ما صنعته من تاريخ قائلة :
"كنت مراهقة عندما رحلت إلى نيويورك للمرة الأولى، عام 1979 كانت نيويورك مكاناً مخيفاً يموت فيه الجميع مصاباً بالإيدز، أو مدمناً للمخدرات، فى عامى الأول ذقت كل ما يمكن أن تذوقه امرأة من قسوة، رعب، واضطهاد للنساء، تعرضت للسرقة تحت تهديد السلاح، وتعرضت بها للاغتصاب على سطح إحدى البيانات بسكين مثبت على عنقى، تعرضت شقتى للسرقة مراراً وتكراراً، وفى نهاية عامى الأول، مات كل صديق عرفته يوماً بالإيدز أو الإدمان، أو بسبب طلق نارى أثناء حادث سرقة"
وتكمل : الأزمات التى عانيتها علمتنى دروساً قاسية ربما، ولكن هى الدروس التى دفعتنى للوقوف على هذه المنصة اليوم، علمتنى أننى لن أحصل على الأمان سوى من داخلى، من ثقتى بنفسى فقط".
وقدمت رسائل قوية لكل امرأة تعانى من أجل النجاح والإيمان بذاتها وبقدراتها، وقالت : نحن النساء علينا الإيمان بأنفسنا، وتقدير انفسنا جيداً دون انتظار تقدير من رجل، نحتاج الرجال بالطبع، ولكن ليس باعتبارهم رجالاً، وإنما باعتبارهم أشخاص يستحقون التقدير، أما نحن فعلينا أن نثق بأنفسنا لأننا نستحق ما هو أكثر من تعليقات من حولنا عنا.
وقالت : ثقى بنفسك، أحيطى نفسك بسيدات أخريات تملأهن القوة، تعلمى منهن، ومن تجاربهن فى الحياة، استمدى الالهام والطاقة والأمل ممن حولك من سيدات يعرفن قيمة أنفسهن جيداً.
على ظهر بذلتها الأنيقة من الحرير، والتى تحمل علامة "جوتشى" أكملت "مادونا" رسالتها للعالم، وزادتها توثيقاً، اختارت كلمة باليونانية تعنى "ألهة الموسيقى ممن يبعثون البهجة"