يحتل الطعام مكانته المميزة لدى المصريين حيث يشكل ركنًا أساسيًا فى كافة الاحتفالات والمناسبات، ونجدهم خصصوا طعامًا لكل مناسبة، فللعيد أكلاته المميزة، ولحفلات الزفاف ولائمها المميزة، ولاستقبال المولود أكلات أخرى، ولهذا كان من الطبيعى أن يكون للطعام طقوسه الخاصة أيضًا فى المآتم والحداد.
وتختلف طقوس الحداد المرتبطة بالطعام فى مصر باختلاف المكان والعادات والتقاليد المرتبطة والمتوارثة لهذه المناطق، فالعادات المرتبطة بالطعام فى المناطق الشعبية فى القاهرة والمدن تختلف عن تلك الخاصة بالريف المصرى وتختلف بالطبع عن تلك التى تخص الصعيد.
ورغم اختلاف الأكلات التى تقدم فى أيام الحداد، إلا أن هناك طقسًا ثابتًا متعارف عليه فى مصر، بدأ يتراجع قليلاً فى المدن والقاهرة ولكنه لا يزال موجودًا فى الريف والصعيد، حيث يتولى الجيران أمر إطعام أهل الميت، وإطعام المعزين القادمين من أماكن بعيدة أو من سفر، لأن أهل البيت لا يكونوا فى حال تسمح لهم بإعداد الطعام وضيافة المعزين.
أكلات محظورة على مائدة الحداد
فى أيام الحداد يتم التعامل مع الطعام باعتباره ضرورة من أجل الحياة، بالتالى يمنع الطعام الذى يعبر عن البهجة أو ذلك المرتبط بولائم الأفراح، ولهذا يتصدر "المحشى" قائمة الأكلات المحظورة فى أيام الحداد بالنسبة للمصريين، وفى بعض المناطق أيضًا تحظر كل الأكلات التى يستخدم فيها المرق الأحمر باعتباره لونًا دالاً على الفرح.
ويمتنع أهل الميت أيضًا عن تناول أو طهى السمك المقلى والكفتة، كما تدخل الفطائر والرقاق كذلك ضمن قائمة الأكلات المحظورة فى الحداد، باعتبارها من الأكلات المرتبطة بالأفراح وولائم الزفاف.
وتحتل المخبوزات أيضًا مكانتها فى قائمة الحظر، وليس فقط الكحك أو المخبوزات المرتبطة بالأعياد وإنما حتى الكيك يدخل ضمن الأكلات المحظور إعدادها فى بيت الميت لمدة 6 أشهر خاصة فى الريف، والأمر نفسه ينطبق على الحلويات كالأرز باللبن والكنافة.
أما فى صعيد مصر فيمنع عمل أكثر من نوع طعام فى أيام الحداد لأن هذا يعد شكلاً من أشكال الفرح ويعتبرونه عيبًا بحق أهل الميت.