هجمات إرهابية..ضحايا..قتلى على مستوى العالم..سقوط دول وانقلابات فى دول آخرى..مجاعات وأزمات اقتصادية وتغيرات سياسية..هذه هى أبرز أحداث 2016، التى أثرت على سكان العالم كله، لكن إن تحدثنا عن حصاد 2016 فى مصر تحديداً فسنجد أن الأحداث المتتابعة والأزمات الاقتصادية التى أصبحت الشغل الشاغل للمصريين لها أثراً نفسياً كبيراً عليهم.
وفى حصاد 2016 تحدث الدكتور إبراهيم مجدى حسين استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان لـ انفراد عن الأثر النفسى لعام 2016 على المصريين، وقال "لا توجد زيادة فى نسبة الأمراض النفسية بين المواطنين، لكن بالطبع الظروف الاقتصادية والإرهاب لهم تأثير على المصريين، و الزيادة تتماشى مع النسب العالمية، وأغلب الدراسات أشارت بأن هناك ربط بين الحالة الاقتصادية والصحة النفسية، البعض يعمم و يقول أن الناس أصبحت حزينة فى الشارع، لكن هناك فرق بين المرض النفسى و الشعور بالضيق أو الغضب نتجية المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية.
وأضاف "لكن يأتى السؤال هنا هل الضغظ على شخص يؤدى هذا إىي إصابته بالمرض النفسي؟، ليس بالضرورة و لكنها تختلف من شخص إلى آخر حسب الثقافة، البئية، الأسرة و الوعى، خاصة عند فقدان الأمل يصاب الشخص بالقلق ثم يتطور إلى الادمان و الاكتئاب، مشيراً إلى أن الحديث عن النسب و عدد المصابين بالأمراض النفسية فى مصر عامة يثير الجدل و يثير البلبلة، والأمراض النفسية في مصر مثلها مثل بقية الدول بل أن فى بعض الأحيان تتحسن الحالة بسبب وجود الأسرة دائماً مع المريض و تقديمها الدعم له.
حصاد 2016..والأمراض "النفسية الجسدية"
وتابع لكن الحديث عن تأثير 2016 على الحالة النفسية للمصريين لابد أن نذكر "الأمراض النفسية الجسدية" وهى الأمراض الناتجة عن الضغط النفسى وتترجم إلى عدة أعراض مرضية مثل "الأزمات الربوية، أمراض نقص المناعة، القولون العصبى، قرح المعدة، التهاب المفاصل، الإرهاق الدائم، الميل إلى النوم بشكل دائم، الصداع المتكرر دون سبب عضوى" وهذه الأمراض بالتأكيد سيكون بها زيادة فى نهاية 2016.
الأثر النفسى على الأطفال فى حصاد 2016:
أكد دكتور إبراهيم أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير بالأحداث، وخاصة إن كانوا يتباعوها ويشاهدون أخبارها على التلفاز أو السوشيال ميديا، فعلى سبيل المثال الأطفال الذين شاهدوا حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأخير سيتأثرون بشكل كبير، ومن الأعراض التى تظهر على الأطفال نتيجة هذه الأحداث "اضطرابات سوء السلوك، اضطرابات فرط الحركة، الانعزال، الخوف الدائم، الكوابيس، عدم الشعور بالأمان والتوتر، الشعور بالصدمة، الميل إلى العنف"، مشيراً إلى أن هناك دراسة أجريت على أطفال فلسطين وخلصت إلى أن تأثرهم بالحداث التى يعيشون فيها أدت إلى ميل الأطفال إلى العنف بشكل كبير.
ونصح الدكتور إبراهيم الآباء ألا يعرضوا أطفالهم لرؤية مشاهد العنف أو متابعة الأخبار السياسية، وأن يعتمدوا على العنف دون تعريضهم بشكل مباشر إلى هذه المشاهد.