في الزمن الماضي كان سكان شارع" منصور" يصطفون لمشاهدة "موكب الملك"، عندما كانت مدينة حلوان مدينة فرعونية عريقة شيد بها المصريون أول سد مائي فى العالم بوادى حوف ، وهو الذى تحول "لمحطة مترو" حالياً.
سنوات مرت على هذا التاريخ، قبل أن يعيد "عبد العزيز بن مروان" إحياء الشارع فى عصر الأمويين لينتهى به الحال فى عصر الملك فاروق كمعبر ملكى للموكب يستقر في نهايته قصر الملك واستراحته فى بعض الأوقات من العام .
هذه التفاصيل التاريخية التى تعبر عن دراية واسعة بتاريخ الشارع ، يحفظها عن ظهر قلب الحاج "محمد محسن" الرجل السبعينى الذى حجز لنفسه مكاناً يومياً على مقهى "دهب" بمنتصف الشارع، والذي قال :"زمان كانوا بيقولوا ممنوع حد يعدى خالص لما يجي الملك ، ذكريات فاكرينها من واحنا عيال صغيرة، لما الشارع كان نضيف وفاضى، ما بيعديش فيه غير الاوتومبيلات الهاي، وموكب الملك لما كان يحب يروح استراحة حلوان".
أما عن قصر الملك الذى يقع في الشارع ، فقد قال الحاج "محسن" : قصر الملك بقى مدرسة ثانوى، والدنيا بقت هيصة بقى.. ماحدش فاكر حاجة".
منزل الحاج كمال ، محطة أخرى من أهم علامات الشارع يتذكرها الحاج "محسن" رجل المقهى المسن، ويعرفها جيداً كل أهل الشارع والمنزل هو أحد البنايات العريقة التى تحتفظ بالشكل القديم لمنازل جيران استراحة الملك كما كان يطلق على أهل الشارع.
هذه التفاصيل لم تعد تشغل بال الأهالى فلم يعد التاريخ يعنيهم في شيء ، ولم تعد معالم الشارع العريق وتفاصيله تظهر بين اللافتات الضخمة و أصوات الباعة الممزوجة بزمجرة "الكلاكسات".