"المرأة أصبحت ضحية مزدوجة، أولاً ضحية لداعش ثم للثقافة المحلية" هكذا بدأ الناشط الحقوقى العراقى "ينار محمد" حديثه إلى شبكة "بى سى نيوز" الأمريكية حول الأوضاع المتدهورة التى تعيشها النساء فى العراق.
وذكر التقرير الذى نشرته الشبكة حول أوضاع نساء العراق فى ظل الحرب والتطرف أنه بينما تبدو المناطق التى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من العراق أشبه بجحيم حقيقى للنساء، بسبب العنف والاستعباد وسوء المعاملة، فى المقابل لا تمثل المناطق التى تسيطر عليها الحكومة جنة للنساء، ولكن يمكن ببساطة وصفها أنها أفضل الأسوأ، حيث تعيش المرأة أوضاعًا سيئة بين تدهور مستوى المعيشة فى ظل الحرب والثقافة المحلية التى لا توفر أى حماية للمرأة.
واستعرض التقرير 5 قصص لنساء عراقيات يعشن أوضاعًا متدهورة بعد أن سيطرت "داعش" على مدنهن، واضطررن للهرب إلى مناطق أخرى، حيث انتقلن مع أطفالهن إلى مخيمات مزدحمة فى جنوب بغداد وتغيرت حياتهن للأبد، ولم يبق لهن إلا حلم واحد هو العودة إلى بيوتهن حتى لو تم تدميرها وأصبحت بدون جدران أو سقف، حسبما قالت "أمينة مصطفى" إحدى النساء العراقيات اللائى تحدثن لشبكة "بى سى نيوز".
تدهور الظروف المعيشية وانخفاض الدخل لدرجة العدم أحيانًا، بالإضافة إلى الاضطرار للعمل فى وظائف متدنية مع غياب المساواة تجعل حياة النساء العراقيات فى المخيمات جحيمًا حقيقيًا يعشن على أمل واحد هو استرداد حياتهن السابقة لأن حياتهن الآن حولتهن إلى "آلات" كما تقول "أم على" "أتمنى أن أرى العراق مثلما كان فى السبعينات والثمانينات.. كانت الحياة مختلفة، كنا نشعر أننا على قيد الحياة ولكن الآن .. نحن مجرد آلات".
أما "أم أحمد" فتختصر أحلامها "أدعو الله أن نحيا حياة أفضل" وتقول "أنا أبكى كل يوم.. زوجى يحاول تهدئتى ولكننى أم، أشعر بالخوف على ابنى الوحيد وابنتى، ولست بتلك القوة كرجل، وأخشى أننى فى يومٍ ما سأجد نفسى أعيش وحدى".