"محمد ابوطالب" أشهر كفيف مصرى على شبكات التواصل الاجتماعى، هذا الشاب "السوهاجي" المشاغب المحب للحياة الذى لا يعتبر أن فقدانه لبصره يمثل له أى نوع من أنواع الإعاقة،أحياناً تجده ينشر له فيديو وهو يقود دراجة، ومرات كثيرة ينشر صور قام بتصويرها بنفسه حيث يعتبر أبوطالب التصوير هوايته المفضلة، ويحب دائما أن يلتقط صور "السليفي" مع أصدقائة، وفي الأمس ظهر "أبوطالب" كأحد المشاركين في برنامج من سيربج المليون ليفوز بمبلغ 100 ألف ريال سعودى.
وفي حواره مع "انفراد" تحدث أبو طالب عن رحلته إلى من سيربح المليون وكيف أن ذلك حدث عن طريق الصدفة، من خلال أحد صديقاته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" والتى قامت بترشيحه للبرنامج، وبعد ذلك تم عمل مقابلة معه عبر برنامج "سكايب"، ثم انتقل إلى مقابلة أخرى مباشرة مع مذيع البرنامج "جورج قرداحى" تم فيها سؤاله عن كل شىء واختبار معلوماته العامة إلى أن تم قبوله في المرحلة النهائية للبرنامج.
يحكي "ابوطالب" أنه سافر من سوهاج إلى القاهرة قبل موعد تصوير البرنامج دون أى مرافق وأنه عادة ما يسافر وحده في جميع أسفاره، حيث يعتبر ذلك متعة خاصة مضيفًا أنه يقول لنفسه في بداية أي سفر "إلى التسلية والمتعة والضحك اللامتناهى"، لأنه دائما ما يقابل مواقف مضحكة جدا بالنسبة له أثناء سفره، فالناس دائما ما يعاملوه على أنه طفل صغير او شخص معاق ذهنيًا وغير مسئول عن تصرفاته ويقابل "ابوطالب" هذة التصرفات بالضحك والسخرية منهم فهو قادر على فعل كل شيء كأي انسان طبيعي، ويحكي لنا عن
أكثر المواقف المضحكة التي قابلته عندما أوقفه أحد الأشخاص أثناء سفره وقال له أن هناك من ينتحل شخصيته ويضع صورة على مواقع التواصل الاجتماعى فالرجل لم يكن مستوعب أن شخص كفيف من الممكن أن يفعل كل هذا وأنه حتما هناك شخص آخر منتحل الشخصية من أجل جذب الأنظار والشهرة.
ويتحدث"أبو طالب" عن حياة الشهرة وكيف سيستقبلها حيث أصبح الآن حديث الناس على مواقع التواصل، :" ذلك مزعج إلى حد ما بالنسبة له لأنه شخص يحب أن يتعامل على طبيعته ومعرفة الناس له تجعله يضطر أن يتعامل بشكل رسمي لأنه يشعر أنه مراقب من أعين الناس دائماً حيث يسلطون الضوء على أفعاله وحركاته وهذا ما حدث له طول الوقت أثناء زيارته الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حتى أن سائق التاكسي الذي أوصله للمعرض كان من أحد المتابعين له على "تويتر".
وعندما سألناه عن ماذا سيفعل بالأموال التي سيربحها من برنامج من سيربح المليون، رد بكثير من اليأس سوف أفكر عندما تأتى، لأنه الآن هناك صراع مع الدولة التي لا توافق على فتح حساب بنكى لى لأنى من وجهة نظرها شخص فاقد للأهلية القانونية، ولكى أستطيع أن أحصل على الأموال لابد أن يتم تعيين شخص مسئول عن تصرفاتى "وصي" ويكون هذا الشخص مرافق للكفيف فى أى عملية بنكية، وحكى أبوطالب عن معاناته مع أكثر من 27 بنك مصر والتى كانت إجابتهم جمعيًا أنه ممنوع من فتح حساب لأنه فاقد للأهلية القانونية.
ويضيف أنه من الممكن أن يرفض تماما الوصاية علية والتي ستجعل الشخص الواصى مسئول عن كل تحركاته وتصرفاته كأنه طفل ما دون السابعة، فهو شخص واعي وحر وعاقل تماما كأي إنسان طبيعي وفقدانه لبصره لا يعد بأي شكل نوع من أنواع الإعاقة الذهنية، ويتمنى "أبوطالب" في النهاية أن تنظر الدولة بعين المنطق إلى أحوال المكفوفين وتستمع إلى مطالبهم وحقوقهم.
