بلد البنات" مليئة بالحكايات، والأسرار، والتجارب .. لا تتحدث مع إحدى الفتيات إلا وتجد فى جعبتها الكثير والكثير من القصص، هذه الجعبة التى لا تنضب أبدًا، ومن بين كل القصص .. تظل لقصة "أول قعدة صالونات" مذاق خاص، وذكرى مختلفة .. سيئة عند بعضهن .. جيدة عند الأخريات، لكن ما يكاد يجمعهن جميعًا هو "القلق"، فهى تجلس مع شخص لا تعرفه .. من المحتمل أن يكون هذا الشخص هو زوج المستقبل، وهنا تكمن الخطورة .. لذا تحدثنا مع الفتيات ليفصحن عن أسرارهن وذكرياتهن مع "قعدة الصالونات الأولى".
"جيت أنكشه .. عيط .. ونسيت إنى العروسة"
تقول نورة إبراهيم أنها أصبحت مخضرمة فى قعدات الصالونات، فردود فعلها تغيرت بالممارسة، رد فعلها فى المرة الأولى كان مختلف تمامًا عن الأخيرة، فتحكى أنه فى أول قعدة مع أول عريس، اعترف لها أنه قام بالسؤال عنها وعن مرتبها .. "عشان يقدر يسحب حساباته"، فما كان منها إلا أن صُدمت صدمتها الأولى، مرة ثانية بعد الكثير من الممارسة جاء إليها عريس آخر كان "مطلق" ولديه ابنه، فأرادت أن "تنكشه" بخصوص هذا الأمر، فسألته عن إسم نجلته، فأخبرها بإسمها وبدأ فى البكاء، تقول ضاحكة: "أنا نسيت إنى العروسة وقعدت أواسيه وأقوله طب ما تصالحها .. وقلبت القعدة لفضفضة"، ولم تنتبه إلا على عبارة خالته: "شكل العرسان مندمجين"، فابتسمت أنا وشعر هو بالحرج فاستأذن وانصرف، وفى موقف آخر لنورة من أكثر المواقف غرابة، أنه جاء ليتقدم لها شخص ما، وفى الليلة نفسها تقدم لفتاتين أخرتين، منهن صديقتها.
"اللى اتلسع من الجوازة الأولى .. ينفخ فى التانية"
وقالت رحاب محمود أنها مرت بتجربتين مختلفتين كل الاختلاف، فكانت تجربتها الأولى والتى لم يكن لديها فيها خبرة كافية للحد الذى وصفت بيه نفسها بـ "الساذجة"، فتحكى أنها كانت تُصدق حد اليقين كل ما كان يقوله لها خطيبها الأول، وكل ما كان يصف نفسه به من مرؤة وصدق وشهامة .. وأخذت الكثير من الوقت لتكتشف كذب ما قال .. بعد أن حدث وتزوجته، فاكتشفت أن كل وعوده كاذبة .. وكل ما قال كان وهمًا، وتُكمل حكايتها بأن هذه الزيجة انتهت بالطلاق بعد أن ذاقت فيها أمر الأمرين .. لكنها خاضت تجربة ثانية مع زواج الصالونات، ولكن بقى أثره تجربتها الأولى السيئة فى نفسها طويلاً فتقول: "اللى اتلسع من الشوربة .. ينفخ فى الزبادي"، فما كان منها إلا أن أصبحت تُكذب كل ما يقوله لها خطيبها الثانى (والذى هو زوجها الآن)، تقول كلما وعدنى بشيء ما كنت أقول بداخلي: "من المؤكد أنه كاذب"، إلى أن حدث وتزوجته وكانت المفاجأة أنه كان أفضل بكثير مما وعد، وبعد زواج أكثر من 4 سنوات، تؤكد أنها تكتشف فيه كل يوم شيئًا رائعًا.
"بعد تجارب صديقاتى .. قررت أتجوز صالونات"
أمَّا هند إبراهيم تقول أنها كانت رافضة لفكرة "زواج الصالونات" فى بداية الأمر رفضًا شديدًا، لكن عندما رأت تجارب صديقاتها اللاتى تزوجن عن "قصة حب" قررت تغيير رأيها، وخوض التجربة لعلها تكون أفضل من "الزواج عن حب"، كانت أول "قعدة صالونات" لها مع زوجها الحالي، ففى أحد الأيام جاء إليها زوج خالتها بإحدى أقاربه، وصارحها بأنه جاء لرؤيتها، فوافقت على الخطوة، وبالفعل جلست معه وتحدثا فى أمور شتى، تطرقا للحديث عن الدين والسياسة، وسألها إن كانت ترغب فى العمل بعد الزواج، كما صارحها برغبته فى أن ترتدى "النقاب"، تقول: "أنا كنت مكسوفة .. ومش عارفة اسأل فى إيه"، واختتمت الحديث عن تجربتها بـ "مش مهم يكون صالونات أو حب .. المهم الشخصية نفسها".
"عشان أوافق .. صليت استخارة 15 مرة"
وحكت مروة رجب عن تجربتها مع قعدة الصالونات قائلة أنه تم خطبتها لشخص ما كانت تعرفه لكن ليس بشكل شخصي، وبذلك لم تكن الخطبة صالونات بالمعنى المتعارف عليه، لكن أثناء فترة الخطوبة، اكتشفت الاختلافات الكبيرة بينهما، وبعد مرور 3 أشهر تم فسخ الخطوبة بينهما، ولأنهم صعايدة، كانت تخشى الفشل مرة ثانية، فعندما تقدم لها "زوجها الحالي"، كان الإحساس المسيطر عليها هو التردد والخوف، خوف من فشل فى مجتمع الخطبة فيه لمرتين والفشل يكاد يكون من المستحيلات، تحكى أنها فى المرة الأولى التى جلست معه فيها من كثرة ترددها و"كسوفها" لم تستطع حتى أن ترى وجه زوج المستقبل، فلم ترفع عينيها من الأرض، لم تذكر أيضًا عن ماذا تحدثا، وتقول لتتخذ القرار بالقبول قامت بصلاة الاستخارة 15 مرة متتالية، وبالفعل تمت الخطبة وارتاحت أثنائها إليه أكثر ثم تم الزواج، ومر على زواجهما الآن 17 سنة، واكتشفت بعد مرور كل هذه السنين، أن الأهم من الحب، هو العشرة والتفاهم