"أقرب طريق لقلب الأجنبى معدته"، مقولة قد حُرفّت قليلاً لكنها تعد الأنسب للتعبير عن حب الأجانب، وخاصة المسؤولين ذوى النزعة الارستقراطية للطعام المصرى، فالمذاق الجيد، والتوابل المميزة، وطرق الطهى المبتكرة، جميعها أشياء يتميز بها الطعام المصرى، الشعبى منه وغير الشعبى، الحادق منه والحلو، الأمر الذى جعل الأجانب حين يتذوقوا الطعام المصرى لأول مرة لا يستطيعوا نسيان مذاقه أو نسيان مصر، بل يترددون عليها عدة مرات لتذوق الأكل ذاته.
المشهد الأول "عربية الفول والسفارة البريطانية"
عربية فول ملونة باللون الأحمر، تتوسطها قدرة فول كبيرة، ويعلوها صنية كبيرة ترتص بها أقراص الطعمية واحدة تلو الأخرى، وطبق به جرجير وقليل من البصل الأخضر والسلطة الخضراء التى يشتهر بها الشعب المصرى، من يصدّق أن هذا المشهد حدث بالفعل داخل سفارة من أقدم السفارات فى مصر وهى السفارة البريطانية؟
أدخل السفير جون كاسن سفير بريطانيا فى القاهرة، عربة فول فى حى السيدة زينب إلى مقر السفارة، وعزم كل من يعمل داخل السفارة من موظفين ودبلوماسيين بل وهو أيضاً على سندوتشات فول، وفور الانتهاء من الأكل كتب السفير جون كاسن تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" يقول فيها "عزمت زمايلى فى السفارة البريطانية وجبنا أحلى عربية فول فى السفارة البريطانية عندنا مختتمها بهاشتاج #اللمة_الحلوة #reasons_to_like_cairo"، الأمر الذى أثار تعجب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى.
ومن "عربية الفول" فى السفارة البريطانية إلى "أم على" لدى الرئيس الجابونى، مازال الأجانب يثبتون مدى عشقهم للأكل المصرى الشعبى منه والحلو.
المشهد الثانى "الرئيس الجابونى وأم على"
وسط منصة فخمة وقيّمة وقف الرئيس الجابونى ليلقى كلمته أمام مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، وفور الانتهاء من كلمته فوجئ أعضاء مجلس إدارة الغرفة بحديثه عن الحلوى المصرية الشهيرة "أم على"، حيث قال "أنا سعيد وفخور بوجودى فى مصر، لكونها دولة أسطورية، أحببت خلال زيارتى القصيرة تناول المأكولات المصرية الشهيرة، وتحديدا "أم على" ومنذ أن أكلتها أصبح مزاجى فى تحسن كبير"، ليعقب حديثه التصفيق؛ لسعادة الحاضرين بما قاله عن مصر وطعامها، ورد نائب رئيس الغرفة على شكرى على الرئيس قائلا "أعدك بأول زيارة إلى الجابون أحمل لك (أم على)".