هذا ما جناه علىّ أبى ..صور تحكى معاناة أطفال متهمى أنصار بيت المقدس

من داخل قاعة المحكمة وقفوا على مقربة من هذا السلك الحاجز بينه وبين أبيه فى موقف اعتاد أن يراه منذ نعومة أظافره، صغر سنه يمنعه من أن يفسر وجود أبيه خلف هذا الحاجز وحضوره إلى هنا على فترات، لا أحد يعلم ما يشعر به أو كيف يرى هذا الطفل صغير السن وضع أبيه الذى ينده عليه القاضى بصوت جهورى وملحقاً أسمه بلقب متهم، مشهد صعب عليه أن يجد تفسير له أو يفسره، فهو لم يفهم اللعبة بعد، ما الذى أتى بأبيه إلى هنا وما الذى دفعه إلى هذه اللعبة، لم يشغل بال الطفل حكاية أنصار بيت المقدس أو القضية بأكملها، فقط يؤلمه أن أبيه لم يكن إلى جواره فى وقت الحاجة والمرض، ظالماً كان أبيه أو مظلوم فهذا لا يشغله بكل تأكيد فقط يحاول أن يخرج من هنا بصحبة أبيه. من داخل قاعة المحكمة اليوم، فى قضية أنصار بيت المقدس، الكاميرات لم تسجل فقط اللحظات الحاسمة فى هذه القضية الشائكة، بل اتجهت رغماً عنها إلى رسائل الأطفال إلى ابائهم عبر الأسلاك فى محاولة فاشلة لإرسال الحب والقلق والخوف الذى لم تقدر هذه الأطفال على كتمانه، صور تعكس معاناة هؤلاء الأطفال، الذى كتبت عليهم الظروف أن بلتقوا ابائهم داخل السجون وقاعات المحاكم، ليكون لسان حالهم فى هذا الوقت "هذا ما جناه علىّ أبى"....