"سيبى أبوه يربيه" جملة كثيراً ما تتناقلها الأجيال، تعبيراً عن أن الضرب، هو الوسيلة الأمثل لتربية الأبناء، وكل ما يجب أن تفعله الأم، هى أن تترك زوجها وشأنه دون أن تتدخل، فتختلف ردود أفعال الأمهات، عندما يقوم الأب بضرب أبنائهم، منهن من تدافع، ومنهن من تصمت، ومنهن من تتدخل وتصل أحياناً أن تترك البيت للدفاع عن إبنها، وتختلف ردود أفعال الأبناء أيضاً فمنهم من يترك الضرب لديه أثراً لا يُمحى، فمؤخراً قام أحد الأطفال بالانتحار لمعاقبة والده له بسبب 5 جنيه، ولذلك قامت انفراد بالحديث إلى الأمهات، لنتعرف على ردود أفعالهن عندما يقوم الأب بضرب الإبن أمام أعينهن، ماذا يكون إحساسها؟ .. وكيف تتصرف؟، وماذا ينصحها الطب النفسى لتخرج من الموقف هى وطفلها بأقل خسائر ممكنة ؟.
"فى الأول كنت بسكت .. لكن دلوقتى بقيت بدافع"
تقول إيمان زكى أنها فى بداية الأمر، وعندما كان يقوم زوجها بضرب أولادها أمامها، كانت تصمت، ولكن بعد ذلك شعرت أن هذه الذكريات لن ينساها إبنها أبداً، وستظل الصورة العالقة، فى أذهان إبنها أنها ليست سوى أم سلبية، لذلك أول شيء تفعله عندما يحدث هذا الأمر، أنها تحتضن طفلها، وتقول له أن ما فعله يستحق العقاب، لكنه ليس الضرب، كما تقوم بالتحدث مع زوجها ومناقشته، إلى أن يصلا إلى نتيجة فى النهاية أن هذا الأسلوب "ماينفعش".
"كنت بزعق لجوزى .. فشال إيده من تربيتهم"
أما هند محمد فتقول أن هذا الموضوع حدث مرة أو مرتين، طوال فترة زواجها، وكان رد فعلها قوياً، فكانت تقوم بالصراخ على زوجها، فما كان منه إلا أن ترك لها تربية الأبناء تماماً، وأصبحت أى مشكلة تحدث لهم، يقول لها: "دى تربيتك إنتى .. استلمى"، وعندما كانت تشعر أنها بحاجة إلى رجل لحسم الأمور مع أبنائها، كانت تتجه إلى خالهم وتشتكى إليه، كى يحل هو المشكلة.
"بنتى كانت بتقولى: إنتى مبتدافعيش عنى ليه ياماما؟"
وتقول نها محمد أن ابنتها عندما كان يقوم الأب، أو أى شخص من العائلة بضربها، كان كل ما تفعله هى أن تصمت، لأنها تراها أخطأت، فلا يكون من الإبنه إلا وتسألها مستنكرة: "إنتى ليه مبتدافعيش عنى ياماما؟"، فتجيبها الأم: لأنك غلطانة.
"مش قادرة تنسى إنى مكنتش بدافع عنها" تقول نها أن ذلك الأمر سبب مشكلة لها مع ابنتها، لأنها كانت ترى دوماً أن أمها خذلتها، مؤكدة أنها الآن لا تتحمل أن ينظر أحد إلى ابنتها بسوء لا أن يضربها، فأصبحت تبلغهم أنها ستقوم هى بالتصرف مع أبنائها.
نها محمود
"أنا أضرب ابنى آه .. لكن أبوه لاء"
أما بسمة حماد فلها مبدأ ومنطق مختلف، وفلسفة خاصة فى تربية أبنائها، فتقول أنها لا تأمن ضرب زوجها لإبنها، مؤكدة أن ضربته بالفعل ستكون قاسية، لأنه وقت الغضب لن يرى أمامه، أما هى فقبل كل شيء هى أم، تحركها العاطفة قبل أى شيء، فحتى لو لجأت للضرب، سيكون بحنان، لذلك من الممكن أن تقوم هى بضرب أبنائها، لكن أن يقوم آخرون بضربهم، فهذا مستحيل، لذلك هى تتدخل قبل أن يتهور الأب، فتقوم بتهدئته.
"بخاف من جوزى .. فبسد وداني"
وتقول حكمة أحمد، أنها تخاف من زوجها لدرجة كبيرة، لذلك عندما يحدث ويقوم هو بضرب أبنائها، كل ما تفعله أن تغلق عليها غرفتها، وتسد أذنها، وتتركه يفعل ما يشاء، فذات مرة حاولت أن تتدخل، وتدافع عن أحد أبنائها، قام بضربها معه.
الطب النفسي: رد الفعل يجب أن يختلف باختلاف الموقف
ترى الدكتورة هبة العيسوى أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، أن رد فعل الأم عندما يقوم الأب بضرب أبنائه، يجب أن يختلف باختلاف الموقف، فالمرة الأولى، غير التكرار، والطفل الصغير غير الكبير، فلكل موقف رد فعل يتناسب معه، ولكن القاعدة الأساسية التى يجب على الأبوين تطبيقها، أن الضرب ليس طريقة تربوية معترف بيها، لتعديل سلوك، خاصة أننا فى القرن الـ 21، ففكرة "إحنا اتربينا بالضرب" هذه فكرة خاطئة.
وتؤكد العيسوى أنه إذا قام الأب بضرب الإبن للمرة الأولى، فيجب عليها أن تتدخل، ولكن لتهدئة الأمور فقط، لكن لا تقف بينهم حتى لا يزداد الأمر سوءاً، لأنه إن حدث وقام الزوج بضرب الزوجة أمام الإبن أثناء محاولتها أن تدافع عن إبنها، سيكون الألم النفسى للإبن أعظم وأكبر، فكل ما عليها أنه أثناء حدوث هذا الأمر أن تحاول تهدئة الزوج فقط.
وتضيف أن الأم يأتى دورها الأكبر بعد ذلك، فيجب أن تتحدث مع الأب بهدوء، وتناقشه، وتوضح له أن الضرب ليس طريقة للتربية، ثم تتحدث مع الإبن وتؤكد على فكرة أن الأب لا يكرهه، ويجب عليها أن تكون حذرة جداً فى حديثها مع الإبن، فلا تُسيء إلى الأب، كى لا تهتز صورته أمام إبنه.