لماذا الصدمة ؟؟ أهي من صورة عمران أم من حالته ؟؟ فكلاهما يعبران عن الواقع الحقيقي لأطفال سوريا المستمر منذ خمس سنوات .. لكن عمران بالتأكيد .. كان أوفرهم حظاً عندما أنجاه الله من قصف مقاتلات النظام الحربية التي استهدفت بيته بأحد أحياء مدينة حلب ..
وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما تداولت صورا لعمران تظهر حالته "قبل وبعد" القصف وأخرى مصحوبة بعبرات منددة بصمت العالم تجاه معاناة السوريين فيما لم تخلى نشرات الأخبار والصحف العالمية الغربية والعربية من التفاعل مع الأمر.. هذا التعاطي الإعلامي شهدناه أيضاً في واقعة بلغت مرارتها فقدان ايلان الكردي ..اللاجئ السوري الذي جرفته المياه بعد غرقه على إحدى شواطئ تركيا ، فهل سيشهد الاطفال السوريين خيارات في الموت .. إما تحت القصف وإما غرقاً في عمق البحار ؟؟ وإلى متى سيظل الإعلام يتعامل مع الأمر وكأنه مجرد صورٌ رمزية تجسد معاناة أطفال سوريا فحسب ؟؟
واقعة عمران ليست نادرة وليست الأولى كما أسلفنا فبحسب آخر التقارير الصادرة عن المنظمات الإغاثية والإنسانية فإن واحداً من بين ثلاثة أطفال سوريين لم يعرفو إلا العنف والخوف والنزوح منذ ولادتهم ... لأن القصف المشترك للنظام السوري والروسي معاً يستهدف الأحياء السكنية بالمرتبة الأولى ومن ثم لسيارات الاسعاف والعيادات والمستشفيات .
حلب أيضاً تفتقر لأي مقوم من مقومات الحياة فمنذ 2012 والنظام السوري يحاول فرض حصاره على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة ويمنع دخول المساعدات الغذائية والأدوية وغيرها من المستلزمات الضرورية الأمر الذي فاقم من معاناة الأطباء والمسعفين لمعالجة عشرات الحالات اليومية والتي غالباً ما تكون أكبر من حالة عمران !! .