خلال شهر فبراير من العام الماضى، لبيت وبرفقتى عدد من الزملاء الصحفيين دعوة من الجمهورية الايرانية لحضور احتفالات عيد الثورة، وبعد وصولنا قررت السلطات تنظيم برنامج سياحى للصحفيين المصريين الى عدد من المدن، حيث تم تقسيمنا إلى 3 مجموعات، تقوم كل مجموعه بزيارة مدينة لمده يومين، وأصريت أن يكون فى مجموعتى الزملاء (عبدالفتاح عبدالمنعم رئيس التحرير التنفيذى لـ اليوم السابع، والزميل خليفه جاب الله من المصرى اليوم) فى رحلة إلى مدينة الأهواز.
وبالفعل وامام اصرارنا رضخ الجميع لارادتنا، وانطلقت بنا السيارة الى مطار (مهر اباد) فى طهران، وقبل الدخول لانهاء اجراءات سفر الرحلة الداخلية، فوجئنا بالمطار ينقلب رأسا على عقب حول رجل لم نعرف من هو، لدرجة أن كل من فى المطار التفوا حول الرجل وهم يتزاحمون لالتقاط صور تذكارية معه فى سعادة، ولعل الاغرب فى الامر أن كل من يتمكن من التقاط صورة مع الرجل المجهول بالنسبة لنا، يقوم بفتح الموبيل فى سعادة ليتأكد من وجود الصورة
فالتتفت إلى عبدالفتاح وسألته : مين دا يا عبد الفتاح؟
فقال: ولا عمرى شفته
قلت: شفتو قبل كدة يا خليفة؟
قال: ولا فى التليفزيون
فستدعيت المرافق الايرانى الذى كان بصحبتنا، والذى كان ايضا مشغولا بالمشهد ويتأهب لالتقاط صورة مع الرجل، وسألته، من يكون ذلك الرجل؟
فأجاب: معقول لا تعرفونه، انه (سلارى عقيلى) اشهر مطرب ايرانى، ويتمتع بشعبية طاغية هنا فى ايران.
وظللنا نتابع الرجل واعجاب الايرانيين به خارج وداخل صالة الانتظار لفتره طويله، حتى صعدنا الى الطائرة، التى ظللنا بداخلها اكثر من 90 دقيقة، واضطرت سلطات المطار الى انزالنا الى صاله الانتظار مره أخرى نظرا لسوء الاحوال الجوية فى الاهواز.
وفور نزولنا بدأ الزحام مره أخرى حول سلارى عقيلى، ولكن هذه المره من العاملين بالمطار، وشيئا فشيىء بدأ الزحام يخف حول سلارى.
فقلت لـ عبدالفتاح وخليفة ، متيجوا نشوف حكاية النجم دا ايه؟
وقمنا بالفعل، ودخلت على الرجل وعرفته بنفسى ومن معى بالانجليزية، وقلت له: اننا صحفيين مصريين فى زيارة عمل لايران، واننا نحبه ونعرفه كثيرا.
المطرب الايرانى اندهش بشدة، وفرح فرحا شديدا، وسألنى فى فرح: انتوا تعرفونى بالفعل؟
فقلت له: نعم ، ونتابع أعمالك.
الرجل كاد ان يطير من الفرحه ، وصاح اووووووووووووو جوددددددددد
وفسألته هل تعرف اى من المطربين العرب؟
فأجاب: نعم
قلت: اتعرف ام كلثوم ؟
قال: أوووووو ام كلثوم
قلت اتعرف عبدالوهاب؟
قال: اوووووووو ابدالوهاب
قلت وعبدالحليم ؟
قال: اووووووو ابدالهليم
إلا اننى لا أدرى لماذا شعرت فى تلك اللحظة أن الرجل لا يعرف اى من الاسماء التى سألته عنها، فقلت له بسرعه: وهل تعرف صبرى الديب؟
فقال: اوووووووووو صبرى الديب
فانفجرت انا وعبدالفتاح وخليفه فى ضحك هستيرى لفت انظار كل من فى المطار، والمطرب الإيرانى ينظر إلينا فى اندهاش ولا يفهم ما يدور، أو لماذا نضحك.
وبسرعه قال له عبدالفتاح: هذا هو صبرى الديب.
فنظر الرجل لى فى ذهول وادرك لماذا كنا نضحك، وقال لى: انت صبرى الديب.. وانفجر هو أيضا فى ضحك هستيرى وهو يحتضننى، لدرجة ان المطار بأكمله التفت ليعرف ماذا يضحكنا.
وصافحنا الرجل وتركناه لمعجبيه، ونحن نضحك بعد أن ادرك اننا لم نقل له كلمة واحدة صحيحة، وانه ايضا لم يقل لنا كلمة واحدة صحيحة.
وظل سلارى طوال وجودنا بالمطار، وكلما تذكر الموقف انفجر بالضحك من جديد، وترك معجبيه وأتى إلينا، لدرجة أن البعض ظن أننا ضمن افراد فرقتة، وظل الرجل يضحك طوال وجوده بالمطار وهو ينظر إلينا، إلى ان أبلغتنا سلطات المطار أنه تم إلغاء الرحلة، وخرجنا من المطار والرجل يشير إلينا وهو يضحك.