أؤكد أن تفاصيل الأحداث الإرهابية التى تدور فى كل من مصر وسوريا وليبيا والعراق، تثبت يوميا فشل الفرضية "الغبية" التى سوق لها البعض عن جهل طوال السنوات الماضية، بربط (الدين بالإرهاب) انسياقا وراء تصرفات غير طبيعية لكيانات غير طبيعيه، تم تكوينها وتدريبها وإدارتها بمعرفة (أجهزه) وبتمويل (دول) بهدف إشعال الفتن، وإشاعة الفوضى، وتدمير الأخضر واليابس، والعودة بالمنطقة إلى حياة الغاب، باسم وثوب (الإسلام).
فلا أعتقد أن هناك مسلما أى كان مذهبه أو توجهه، من الممكن أن يُقدم على ارتكاب مثل هذا الجرائم البشعة، سواء ضد مسلمين أو غير مسلمين، لمجرد الاختلاف فى المذهب أو الدين، مثلما حدث فى الكنيسة البطرسية مؤخرا، أو غيرها من العمليات الارهابية التى تحدث يوميا فى سوريا وليبيا والعراق، والتى يسقط نتيجة لها يوميا العشرات من الابرياء، فى الوقت الذى يعلم فيه حتى أطفال المسلمين، مدى سلاسة وبساطة وسماحة تعاليم الإسلام، وسلوك الرسول "محمد" تجاه حتى غير المسلمين.
وهو ما يجعلنى أؤكد أن كل من يلبسون ثوب الدين، من أجل تبرير مثل هذه الجرائم، هم أبعد ما يكون عن الإسلام، وأن جميعهم بما فيهم (القاعدة، وداعش، والنصرة، والإخوان، وكتائب بيت المقدس، وحسم) وغيرها من الجماعات المتطرفة، تحركها (أجهزة منظمة) هى من تدرب، وتخطط، وتختار الأهداف، وتحدد التوقيت، وانه يقف وراء تلك الاجهزة (دول) هى من تدعم، وتدفع، وتشترى كل هؤلاء لتحقيق أهداف بعينها
ولعل ابرز دليل على ما أقول، تلك المليارات من الدولارات التى تنفق بشكل يومى على الاعداد الهائلة لهؤلاء الإرهابيين، والتكلفة الضخمة لتدريبهم، ورواتبهم، وإعاشتهم، وتسليحهم الحديث، الذى لا يتاح إلا لجيوش نظامية، وهى تكلفه ضخمة للغاية، من المستحيل أن يتحملها شخص أو جماعة أى كانت إمكانيتهما، ولا يستطيع تحملها سوى خزان دول
إلى جانب طرق التنفيذ، واختيار الأهداف، وتوقيتها، والتى لا تتم بشكل عشوائى، ولكنها تعكس أفكار أجهزة منظمة، وليست جماعات تعمل بشكل عشوائى، مثلما حدث فى تفجير الكنيسة البطرسية، والذى تم اختيار توقيته لا لضرب موسم السياحة منذ بداياته فحسب، ولكن لتفجير مصر بأكملها، وإغراقها فى دوامه من الطائفية.
للأسف، أن من سعوا إلى تفجير مصر فى الكنيسة البطرسية، هم انفسهم من سوقوا لإلباس تلك الكيانات الارهابية ثوب "الإسلام" والسعى لإظهارة عن عمد فى صورة "الإرهابى" وهم أنفسهم من سوقوا لذلك الكيان الهولامى القزمى المسمى بـ "داعش" والذين صوروه وسوقوه للعالم فى صورة مجموعة من "الاسلاميين القتلة" جاءوا للقتل والتدمير وأشاعة الفوضى لإعلاء "دولة الخلافة الإسلامية".
للأسف، أن من سعى لهذا، ومازال يسعى، لم يذكر، ولن يذكر "من قام بتجميع هؤلاء ألإرهابيين ومن يدعمهم، ومن ينفق عليهم، ومن يتحمل رواتبهم، وإعاشتهم، ومن يمدهم بأحدث أنواع الاسلحة فى العالم؟" وهو نموذج ينسجب للاسف على " الاخوان المسلمين فى مصر، وجبهة النصرة فى سوريا، وتنظيم القاعدة فى افغانستان، وانصار بيت المقدس فى سيناء" وغيرهم من الكيانات اللإرهابية التى تظهر كذب فى ثوب الإسلام
أؤكد أن كل ما يتم بأيدى هؤلاء من قتل، وتفجير، وتخريب، ودمار، لا علاقة له بـ"الدين" وأن هؤلاء ليسوا إلا مجموعات من "المرتزقة" لا علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد، وأن جميعهم ارتدوا هذا الثوب لتحقيق مخططات، تحركها "دول" وتنفذها "أجهزة مخابرات كبرى" تستهدف إشاعة الفوضى فى كل دول المنطقة، وهم انفسهم من يستهدفون العشرات من ابناء مصر وسوريا ولبيا والعراق بشكل يومى.