يمكن لمصر أن تغفر باسم العروبة كل ما ارتكبته قطر فى حقها تحت مظلة الخلافات السياسية، إلا أمرين: الدماء الطاهرة التى سالت بدعم الدوحة، والخطاب المنحط لقناة الجزيرة كلما تناولت شأنًا يرتبط بالأمن القومى ومستقبل الوجود المصرى، أعتبره انحطاطًا لأن لغة القناة تعتبر شهداءنا فى سيناء قتلى، وتصور الأهالى على أنهم ضحايا، وتروج فى تقاريرها الخبيثة أن الجيش المصرى يضرب العاطل بالباطل فى سيناء، وهذا ما لا يصدقه حتى أولئك الذين يختلفون سياسيًا مع النظام الحالى فى مصر، لأنهم يعلمون جيدًا الثمن الذى دفعناه مقابلًا لعدم تشريد الأهل فى شمال سيناء، لكن الجزيرة هى الوحيدة التى تعتبر ما يجرى تهجيرًا قسريًا وتنتفخ عروق مذيعيها لإقناع الناس بأن كل ما يرونه على أرض الواقع مجرد خداع.. ستبقى قناة الجزيرة عدوًا حتى لو انتهت أزمة قطر مع الدول العربية، لأنها غراب ناعق يعيش على الكراهية ويتغذى على عقول يسكنها الخراب.