هى إعلامية من طراز رفيع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، يشهد لها كل من عمل معها بالثقافة العميقة والمهنية الشديدة والكفاءة المطلقة، لها موقف وطنى شهير عام 2003 عندما قدمت استقالتها من قناة الجزيرة العميلة اعتراضاً بالطبع على سياسة القناة تجاه بلادنا الغالية، وهو ما كان ينبغى معه أن تجد التقدير اللازم من الدولة الذى يتناسب مع ما تتمتع به من قدرات مهنية فائقة، وقيم ومبادئ وطنية نبيلة، وهو للأسف ما لم يتم لأسباب تبعد كل البعد عن المعايير المهنية والأخلاقية نعلمها جميعاً، ويعانى منها بالطبع كل من هم على شاكلة هذه الإعلامية المحترمة.
وفى الوقت الذى تمتلئ فيه شاشاتنا الآن بالراقصات، والممثلات المغمورات، وفاقدات الموهبة والحضور والثقافة كمقدمى برامج، تجلس منى سلمان وقريناتها من أصحاب الكفاءة المطلقة فى بيوتهن يتحسرن على ما وصل إليه حالنا الإعلامى من تراجع وتدنٍ غير مسبوق، نتيجة لسيادة معايير الأهواء والمجاملات كبديل لمعايير الكفاءة والاحتراف.
أرجو من كل من تبقى لديه ذرة من ضمير وخشية من الله جل وعلا من جهات الاختصاص أن يتم رفع الظلم عن هذه الإعلامية القديرة، وأقترح أن يتم الاستعانة بها فى القناة الإخبارية الاحترافية الجديدة، التى بشرنا السيد رئيس الجمهورية بظهورها إلى النور، بإذن الله، خلال الفترة المقبلة، لأن هذا من شأنه أن يرسى معايير العدل والإنصاف، وأن يعطى بارقة أمل لكل أصحاب الكفاءة والموهبة أن الدولة جادة فى إعادة الحقوق إلى أصحابها الأصليين.