احزن كما تشاء على ما تشاهده فى الغوطة، لكن احزن أكثر على ضياع الحقائق وسط كل هذا الضجيج، وتذكر أن كل ما يأتيك عبر وسائل الإعلام، مجرد وجهة نظر أحادية الجانب مصدرها «ناشطون إعلاميون».. سقطنا فى هذا الفخ من قبل فى مضايا وحلب وبقية البلدات المنكوبة، ثم اكتشفنا أن الحقيقة ليست كما أخبرتنا نشرات الأخبار، وهذه لن تُخبرك أبدًا أن ما يجرى فى سوريا مجرد صراع بالوكالة على السلطة والسيطرة، وكسب التعاطف، وأن السوريين المسالمين لن يخاطروا بالبقاء تحت القصف إلا إذا كانوا رهائن لتنظيم أو فكرة مارقة.. ومهما كانت كراهيتنا لبشار الأسد وأكاذيبه، فهذا لا يعنى أن نعترف ببعض منطقية وصفه للحالة الإنسانية فى الغوطة بأنها مجرد «كذبة سخيفة»، فنحن العرب أكثر شعوب العالم تأثرًا بالأكاذيب السخيفة، لأن الحقائق أحيانًا تبدو أقسى من قدرتنا على الفهم.