كل ما يمكن أن يقال عن زيد بن رعد المفوض السامى لشؤون حقوق الإنسان لا يكفى لسرد أكاذيبه وإدعاءاته المتكررة ضد مصر، بل يمكن القول إنه ترك كل مهامه ومشاغله، وخصص كل وقته وتركيزه على مصر لأسباب غير معروفة وغير مبررة أيضاً، فهو تخصص ترويج للأكاذيب والادعاءات عن مصر منذ أن وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اختياره فى المنصب الأممى رفيع المستوى فى 16 يونيو 2014، مختاراً من وقتها أن يقف فى صف المعادين لمصر والباحثين عن القشة التى يقصمون بها ظهر العرب، خاصة أن الدول العربية لم تسلم من سمومه.
آخر أكاذيب ابن رعد، حينما سرد فى تقرير أمام مجلس حقوق الإنسان فى جنيف الأربعاء الماضى وقائع مختلقة ومغلوطة وكاذبة عن مصر تعكس تجاهلا شديدا ومتعمدا لحجم ما تحقق على صعيد تعزيز حقوق الإنسان فى مصر، بل إن زيد الذى اختار طريق الزيف، أراد أن يفسد على المصريين فرحتهم بالانتخابات الرئاسية، من خلال مزاعم لا تمت للواقع بصلة، وكأنه متحدثاً باسم جماعة الإخوان الإرهابية، التى يتماثل خطابها التحريضى ضد مصر مع خطاب زيد بن رعد، مع الفارق بين الاثنين، فالأولى جماعة إرهابية، لكن الثانى يتبوأ منصبا دوليا، ومن المفترض أن يكون عادلاً ومنصفاً فى كل ما يقوله أو ينقل عنه، لا أن يكون منحازاً للأكاذيب والأفكار الهدامة والاتهامات المغلوطة.
المفهوم لدينا عن عمل زيد بن رعد والمؤسسة التى يترأسها، هو الحرص على توافر حقوق المواطنين فى مختلف الدول حول العالم، وتسليط الضوء- بناءً على معلومات وأدلة وثيقة–على أى تجاوزات تصدر عن الحكومات والأجهزة الأمنية ضد شعوبها، وحض دول العالم على رفض تلك التجاوزات والسعى للحد منها، إلا أن المفوض السامى الحالى لحقوق الإنسان، أغفل عن عمد كل هذه المهام، وفرغ نفسه لمهاجمة دول بعينها دون الاستناد على أدلة دامغة، بل كرس جهود لإلقاء التهم جزافًا على بعض الحكومات معتمدًا فى ذلك ما نما إلى مسامعه من شكوك أو أقاويل غير مؤكده.
المؤكد أنه ليس مطلوباً من زيد أو غيره أن يبدل الحقائق، وإنما المطلوب منه أن يحترم وظيفته ومهامه المكلف بها، وأن يقول الحقيقة، لا أن يرتضى لنفسه أن يكون لسان الجماعة الإرهابية والمضللين، والباحثين عن الشهرة.. نعم هو لا يقل كذباً عما يفعله قيادات الإرهاب الهاربون خارج مصر، فهو مجرم مثلهم تماماً، يروج للأكاذيب محاولاً بأقواله وأفعاله هذه توريط مصر فى معركة دولية إما لإجبارها على قبول قرارات وسياسات معينة، أو للانتقام من الدولة المصرية لأمور لا نعلمها، وعليه أن يكون صريحاً ويقول لنا لماذا مصر بالتحديد التى يذكرها بالكذب والتضليل فى كل تقاريره وأحاديثه، رغم أن مصر لم تقف ضده مطلقاً، بل كانت مساندة له على الدوام، حتى وهو يقلب الحقائق لم تطلب مصر مساءلته دولياً، بل اكتفت أكثر من مرة بلفت انتباهه إلى أن سلوكه يجافى الحقيقة تماماً، لكنه دائم السير على طريق الضلال، وكأنه شخص أعمى البصر والبصيرة، لا يرى فارقا بين دولة تجاهد لتحمى شعبها من الإرهاب، وبين جماعات إرهابية تخصصت فى القتل والتدمير.. نعم هو أعمى وإلا ما تحدث عن الحكومة المصرية بهذا الشكل المجافى للحقيقة، الذى يظهر أنه يتعامل مع مصر بحقد دفين لا نعرف له أسباب.
من يتابع ما يفعله زيد سيتأكد إلى أى مدى أنه حول منصبه إلى منصة للكذب، وهو ما جعل الكثير من الدول تدرك أنه لا يستحق المنصب الذى يتبوأه، لأنه يخلط بين أفكار الشخصية الشاذة وبين منصبه، وسبق تحذيره هو شخصياً من منهجه الخاطئ، لكنه أبداً لا يتعظ، وصمم أن يسير على هواه الشخصى، فهو شخص لا درك مطلقاً مسؤولياته، ووصل إلى درجة أنه أصبح السبب الرئيسى فى الشرخ الكبير بين مفوضية حقوق الإنسان والدول الأعضاء بها، لأنه بأفكاره وأقواله الشاذة والغريبة وغير المنصفة أفقد المفوضية مصداقيتها أمام العالم، فضلاً عن محاولاته الواضحة والمكشوفة فى نشر الفوضى والدمار وقلب أنظمة الحكم فى العالم العربى، وكذلك فى بعض الدول الأجنبية، دون أن يعى متطلبات وظيفته.
كمصرى لا أطالب زيد أو غيره سوى بالحقيقة، وأن يكفوا عن مهاجمة الدولة المصرية دون وجه حق، وأن يعتمد بدلا من ذلك نهجا يقوم على المهنية والموضوعية، لأن أكاذيبهم باتت عنوانا لهم.