ضيع الفلاسفة كثيرًا من العمر والحبر لتحليل معنى السعادة، كان ذلك قبل أن يعرف العالم «فوربس» وقائمتها للأشخاص الأكثر ثراءً، وقبل أن يختار حسن الطالع عائلة ساويرس ليمنحها هذه القدرة المذهلة من «الشطارة»، لتتصدر قائمة أثرياء المصريين عبر سنوات مضت وربما مقبلة، و ثمة نوعان من الناس يستقبلون هذه الأخبار، الأول هم الأثرياء الآخرون الذين يعتبرونها امتدادًا لنميمتهم العادية حول ثروة زملائهم وكيف يجمعونها، والثانى هم الناس العاديون الذين يتشككون فى نزاهة الأثرياء ويُصبّرون أنفسهم بأن راحة البال أفضل من كنوز الدنيا، وهذه كذبة فلسفية أخرى اكتشفناها مؤخرًا، فالجميع- أغنياء وفقراء- يبحث عن راحة البال، وحول السعادة تدور كل هذه الصراعات فى العالم، لكن الواحد منا يرى السعادة حسب موقعه من الحياة، لذا لا تجلب البؤس لنفسك، وتشغل بالك أين ينفق هؤلاء ملياراتهم، بالضبط كما لم تهتم بالجائعين كيف يقضون ليلتهم، رغم أن السعادة أحيانًا تكون فى انشغالك بهموم الآخرين.