عندما حقق النادى الأهلى، المركز الثالث، والحصول على الميدالية البرونزية، خلف برشلونة، الذى احتل المركز الثانى، وانترناسيونال، الذى حصل على المركز الأول، فى بطولة العالم للأندية، التى أقيمت فى اليابان، فى ديسمبر 2006، خرجت الجماهير المصرية لاستقبال الفريق، والذى استقل لاعبوه أتوبيسًا مكشوفًا، طاف الشوارع من المطار وحتى مقر النادى فى الجزيرة.
وخلال الساعات القليلة الماضية، خرجت فكرة، لأشخاص وطنيين على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تطالب باستقبال شعبى جارف لأبطال الجيش المصرى بكل أفرعه، سواء الصاعقة والمظلات أو المشاة والمهندسين وغيرها من الأفرع، بجانب أبطال الشرطة، العائدين من سيناء منتصرين، ظافرين، عقب القضاء على الإرهابيين وتطهير سيناء من دنس كلاب أهل النار!!
وأطلق أصحاب الفكرة «هشتاج» على تويتر #استقبال_شعبى_للأبطال، والحقيقة أن الفكرة جديرة بالاحترام والتقدير، وأيضًا جديرة بالمناقشة وإمكانية تحقيقها على الأرض، فإذا كان هناك أبطال فى الألعاب الرياضية المختلفة، تم استقبالهم شعبيًا، ومنها الاستقبال الحافل لجماهير الكرة لفريق الأهلى عام 2006 احتفاء بحصوله على المركز الثالث فى بطولة العالم للأندية، فإن أبطال الجيش ورفاقهم من رجال الشرطة، الذين يخوضون أشرس معركة وأخطرها فى تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، فى سيناء من حقهم أن يتم استقبالهم، استقبال الظافرين والفاتحين.
كما أنه على وزارة التربية والتعليم، بجانب تعميم أغنية الصاعقة فى المدارس، يجب تخليد معركة تنظيف سيناء من دنس الإرهاب، والقضاء على خوارج العصر، من كلاب أهل النار، فى المناهج، ويصبح أسماء الشهداء من قيمة وقامة المنسى والشبراوى ورامى وأبانوب، وغيرهم المئات من الأبطال، أولى وأجدر بالتعريف بهم، ليكونوا قدوة للتلاميذ، ونعيد بث روح الانتماء من جديد فى نفوس النشء، وأن يصير هؤلاء الأبطال الحقيقيون بديلا لأبطال الأساطير.
ومن غير هؤلاء الأبطال يستحق أن تخلد أسماؤهم وهم يحاربون عدوا مسيسا وحقيرا يتخذ من الأنفاق والخنادق والحفر، تحت الأرض، مأوى لهم، وهى معركة تكاد تكون الأولى من نوعها، الذى يحارب فيها جيش نظامى، أعداء تحت الأرض، وليس فوقها، وما تشكله من مخاطر، فليس هناك عدو ظاهر وواضح أمامك، ويحاربك بشرف، فوق الأرض، وإنما عدو حقير تبحث عنه ليس فوق الأرض فحسب، ولكن تحت الأرض!!
وفكرة الاستقبال الشعبى الجارف لأبطال الجيش والشرطة، ستبعث برسائل جوهرية، فى الداخل والخارج، أما عن رسائل الداخل، فإنها إعادة شحن بطاريات الانتماء والاعتزاز والتفاخر بقيمة وقامة الجيش المصرى العظيم، وأن أبطاله يشعرون أن جهدهم وتضحياتهم الكبيرة بالنفس والروح من أجل أمن واستقرار وطنهم، والدفاع عن الأرض والعرض والشرف، وهو أمر يقدره المصريون جميعًا، فترتفع روح الأبطال المعنوية لتصل إلى عنان السماء.
أما الرسالة للخارج، فهى تأكيد على التلاحم الكبير بين الشعب وجيشه، والتأكيد أيضا أن مصر، عبارة عن جيش، جعل الله له وطنا، وأن محاولاتهم، بالتخطيط والدعم بالسلاح والمال والمعلومات الاستخباراتية، لكسر الجيش المصرى باءت بالفشل، وأن خير أجناد الأرض، بالقوة الكبيرة التى تمكنهم من الدفاع ليس عن أمن ومقدرات الوطن، ولكن على أمن ومقدرات الوطن العربى، وفى القلب منه، الأشقاء فى الخليج.
كما تؤكد أيضًا أن جيش مصر، انتصر فى كل معاركه، التى خاضها منذ 25 يناير 2011 وحتى موعد إعلان تطهير سيناء من دنس الإرهاب، بدءا من حرب إبقاء الدولة المصرية فوق الخريطة الجغرافية، وإحباط كل مخططات جرجرت البلاد للسقوط فى نفس مصير ما سقطت فيه سوريا وليبيا واليمن والعراق، وكان حائط صد منيع وقوى لاستتباب الأمن، ودعم البلاد فى كل أزماته، السياسية والاقتصادية.
نجاح الجيش بعبور البلاد بسلام من إعصار 25 يناير الهادف لتمزيق أواصل البلاد، وإسقاط مصر فى بحور الفوضى، كان محل اعتبار وتقدير العالم، بجانب دعمه ومساندته للشعب المصرى، فى ثورة الخلاص 30 يونيو 2013 وطرد الجماعات الإرهابية من قصور السلطة، واستطاع بكل قوة مواجهة عنف أخطر تنظيم سرى عرفه العالم فى العصر الحديث، وإعادة الأمن والاستقرار وهيبة الدولة، ثم خاض المعركة الأهم والأكبر والأشرف، وهى معركة البناء والتعمير، وإقامة المشروعات الكبرى، فى وقت قياسى، أذهل كل المراقبين والمراكز البحثية والمتخصصة فى الاقتصاد إقليميًا ودوليًا.
وفى ضوء هذه المجهودات التى يبصرها فاقدو البصر، قبل المبصرين، وفى ظل التتويج بالانتصار الجوهرى للقضاء على الإرهاب، وتنظيف أرض الفيروز من دنسه، يستحق هؤلاء استقبالا شعبيا جارفا، من كل طوائف الشعب المصرى، ليس فى القاهرة فحسب، ولكن فى جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية، وهو أقل تكريم لهؤلاء الأبطال.
كل رجال الجيش المصرى، من المجند وحتى المشير، ومن خلفهم أبطال الشرطة الشجعان، أثبتوا أن التضحية بالنفس والروح فى سبيل الوطن، أقل واجب، وأن مصر أغلى وأهم وتستحق أن تفتدى بكل غال ونفيس، وأن استقبال الشهداء فى جنازات تقشعر لها الأبدان، رسالة مهمة تؤكد أن تنظيم استقبال حاشد للأبطال الأحياء المنتصرين، ممكن، ليروا بأنفسهم مدى التقدير والاحترام من الشعب المصرى بكل مكوناته، لدورهم وتضحياتهم، التى لا يمكن للتاريخ أن يسجلها على صفحاته سوى بأحرف من نور.
أبطال الجيش المصرى، ورفاقهم من رجال الشرطة، يواصلون الليل بالنهار، للدفاع عن حياة وممتلكات والمحافظة على أمن وعرض وشرف 100 مليون مصرى، ومن حقهم، أن يتم استقبالهم بشكل يليق بما بذلوه وحققوه على الأرض من انتصارات مدوية.