كل الأفكار الجميلة يقتلها الروتين وبجعلها مجرد مشاريع فاشلة بعدما كان نجاحها ملء السمع والبصر، وها هى شركة النقل التى كان زبائنها كل المسافرين من الصعيد أو الدلتا إلى السويس أو القاهرة، تسقط ضحية للروتين. كانت «شركة الأتوبيس» كما نسميها هى الأشهر والأكثر إقبالًا، ولما تيقنت من احتكارها للخطوط قررت رفع أسعارها فتقبلها الناس أملًا فى تحسن الخدمة، سواء فى جودة السيارات أو انتظام المواعيد أو حسن المعاملة، لكن هذا لم يحدث لأن الموظف المصرى بطبيعته يعتبر الأرباح نهاية المشوار، فليجلس إذن ويستمتع بمكافأته ولا داعى للتطوير. حتى فرعها فى «شرق الدلتا» الذى كان مثالًا للنظافة والانضباط لم يعد كذلك بشهادة الذين عادوا من شرم الشيخ ودهب على خطوط الشركة. الآن دخل القطاع الخاص منافسًا، بينما شركتنا مازالت تسير فى طريق الانحدار والإهمال وكأنها تقول لمنافسيها: ها أنا ذا أنتحر فتعالوا خذوا ميراثى.