كتبت بالأمس، متحسرًا على شركة الأتوبيس التى أصبحت مثالًا للفشل الذريع، وفى نفس اليوم جائتنى تجربة مباشرة مع أحد الخطوط المهمة للشركة، وهو خط جنوب الصعيد، وكانت التجربة سيئة مثل سابقاتها أو أكثر : ارتباك فى الحجوزات، سوء حالة السيارة، ولامبالاة من العاملين فى مكتب الشركة، وسائق ساخط على كل شىء ولا يحسن معاملة البشر، والنتيجة السفر لساعات فى قطعة من العذاب، هذه التجربة تدعوك لتتأمل فى مستقبل بقية الشركات التى تملكها الحكومة ويُديرها موظفون لا يعنيهم كثيرًا إذا كانت تربح أم تخسر، ستتأكد بعد قليل أنه لا أمل فيما يسمى قطاع الأعمال العام، طالما يعيش فقط على الاحتكار ويضمن معاشًا فى نهاية المدة.. فشلت الحكومة فى تقديم خدمة جيدة مثلما فشلت فى إنتاج سلعة منافسة، وتركت المواطن وحيدًا فى مواجهة القطاع الخاص.