لم تلق المقالات التى نعت ستيفن هوكينج فى كل مكان حفاوةً عند أغلبنا بحسبنا أنه كافرٌ !! أصر البعض عندنا أن يحاسبوه بعد مماته على ما لا يملكون ولا يعلمون ولا يعنيهم من قريب أو بعيد فى شىء !! بدلاً من أن يشكروا له فضله على العلم والإنسانية أو يطلبوا له الرحمة بقدر ما أحب الناس وقدم لهم رغم معاناته، تجاهلوه وأنكروا عليه الرحمة وكان الأولى بهم أن يكبروا له صبره وقوة إرادته وإصراره، ويرون فيه وقعة درس يتعلمون منها فيجعلونه نصب أعينهم مثلاً فى التحدى والإقبال على الحياة بحب ورضا وامتنان، مثمناً فى ذلك ما تبقى له فيها حق قدره وتظهر حالة الامتنان عنده فى ابتسامة دائمة لم تفارق وجهه ما كان حياً وهو العاجز إلا عن الاستمتاع بالنعمة الوحيدة التى بقيت له، نعمة العقل، ليتهم تذكروا له كيف انه عاش بالعقل والفكر ولأجل متعة العقل والفكر ومتعة تسخيرهما لخدمة البشرية ليس الا ! لعلهم بذلك يتعرفون على المتعة الحقيقية متعة التفكير ويثمنون عقولهم ويعرفون انها هى القيمة الفعلية للإنسان ويتذكرون انها ميزته الوحيدة على سائر المخلوقات ويدركون قدر العار الذى يقع عليهم بامتهانها وسجنها عله يبلغهم كم يهبطون بأنفسهم بتقييد العقل وحجب الفكر لمستوى لا يليق ببنى آدم الذى كرمه الله بعقله!!
نظرة واحدة للوجه الباسم لهذا المعاق تشعرك بتمتعه اللانهائى بنعمة العقل وممارسة التفكير وخدمة العلم وخدمة الانسانية وترى الفرق واضحاً جلياً بين استمتاع هوكينج وسعادته بما لديه وإدراكه لقيمته وكآبة بعضهم التى تظهر على وجوههم العبوسة وجباههم المقطبة موحيةً بعجزهم عن السعادة ذلك لأنهم عجزوا عن أن ينفعوا أنفسهم أو عن أن ينفعوا الناس وهم الأصحاء وهو المريض ! المرض الحقيقى هو مرض النفس والروح الذهن والعقل لا مرض الجسد، هؤلاء هم المثيرون للشفقة !! شفاهم الله وعافاهم مما فى قلوبهم السوداء من جحود للفضل ونكران للجميل !! ثم من أدراكم برحمة الله ! هو أرحم بعباده منكم ولكم فى قصة بغية بنى إسرائيل التى رحمت الكلب العطشان فرحمها الله آية لعلكم تتفكرون ..