ولم يتبق من الزمن سوى أيام قليلة تفصلنا عن ساعة الصفر لتشهد بها مصر جولة جديدة من جولات تقرير المصير التى قام بها شعبها العظيم :
فى الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ كأول مرة والتى شهدت رفض الشعب المصرى بكافة طوائفه لحكم جماعة الإخوان بعد عام أسود حالك من المعاناة .
ثم فى الانتخابات الرئاسية الأولى منذ أربع سنوات كأول انتخابات نزيهة شعر فيها المواطن بأن صوته ذو قيمة حقيقية وليست مجرد تمثيلية محسومة مسبقاً كما كان هو المعتاد من قبل !
ثم سرعان ما مرت السنوات الأربع سريعاً جداً ولكنها لم تمر مرور الكرام ، فقد شهدت البلاد فى كل يوم أحداث تلاحقها أحداث ، ما بين صراعات و إصلاحات ومعارك ضد الإرهاب فى الداخل و فى الخارج و إنجازات لا حصر لها تسير بخطى ثابتة لا تعوقها دماء الشهداء من أبناء الوطن الذين يحمون الأرض بأرواحهم ويصونون العرض بدمائهم .
وإذ بالشعب القادر الصامد يجد نفسه للمرة الثالثة أمام مرحلة فارقة من مراحل استرداده لحقوقه المسلوبة فى تقرير مصيره بإرادته التى لا يمليها عليه أحد .
ولكن عزيزى المواطن المصرى :
تلك المرة ليست ككل المرات ، فبها من التحديات ما يحملها إلى مصاف المعارك الكبرى و يضع بين طياتها أسباب و أمارات النصر أو الخذلان لا قدر الله .
فنحن جميعاً نعلم علم اليقين أن هناك من يراقب ويكشر عن أنيابه ويتطلع شوقاً إلى الشماتة متكئاً على رهانٍ خاسر يراهن به على قطاعات صغيرة ممن يحملون بطاقات الرقم القومى المصرى وما هم لمصر بمنتمين !
هؤلاء يعرفون أنفسهم وتعرفونهم تمام المعرفة ، فلا يستحقون أن أخصص أى مساحة للحديث عنهم !
أما عن كل مصرى و مصرية بحق ، مؤيد كان أو معارض لا يهم ، فعلينا جميعاً أن نعى أنها ليست عملية انتخابات تقليدية قد يتكاسل البعض عن المشاركة بها لسبب أو لآخر ، و لكنها استكمال ودعم لقواتنا التى تحارب العدو الخسيس على جبهات القتال فى سيناء يطهرون أرض مصر من الإرهاب الذى اجتمعت دولاً بعينها على تصديره لنا صامدين مثابرين حتى آخر نفس .
سأذكركم ونفسى بالمثل الشعبى المصرى الذى يقول ( أنا و اخويا على ابن عمى و انا و ابن عمى على الغريب ).
فلننحى أى خلاف جانباً و لنتكاتف معاً كقوة واحدة فى وجه العدو ، و لنستكمل بشرف و أمانة ما يقوم به جنودنا البواسل على الحدود ، و لنتوج انتصاراتهم بالانتصار الأكبر فى عرس يشهده العالم ويسجله التاريخ فى سجلاته المضيئة .
ولنكسب مشهدنا الانتخابى شرعية كاسحة لتتحول بإرادتنا إلى رصاصات حية فى قلوب أعدائنا و من يتربصون بنا .
ولنقف فى وجه الدنيا لنثبت للجميع أن المصريين قادرون على تقرير مصائرهم بأنفسهم وهم من رسموا خارطة مستقبلهم وهم من سيستكملون خطوطها بأيديهم لا بيد أحد ممن يحاولون مد أياديهم المغرضة .
هلم شعب مصر فقد حانت ساعة الصفر