فى المقال الأول لتحليل الأرقام النهائية الرسمية للانتخابات الرئاسة 2018 التى جرى فيها الإعلان عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بدورة رئاسية ثانية، وجب توجيه الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات على دورها فى العبور بالانتخابات الرئاسية دون مشاكل، أما ما يتعلق بالأرقام النهائية للانتخابات، فسنقف فى مقال اليوم على 4 أرقام تحمل دلالات مهمة، بالتأكيد ستقودنا لنتائج مختلفة فى محاولة لفهم عقلية المصوت المصرى وسلوكه الانتخابى.
أولا: نسبة المشاركة:
نسبة التصويت الرسمية المعلنة من قبل الهيئة الوطنية لانتخابات 2018 بلغت 41.05 %، وهى أعلى من التوقعات الأولية لأيام التصويت الثلاثة، وأيضا أعلى من أمنيات بعض الدوائر السياسية فى البلاد التى كانت تتوقع 38 % برقم تصويت يقترب من 22 مليونا و250 ألفا.
ثانيا: المصوتون فى الخارج
اللافت فى انتخابات 2018 هو انخفاض رقم المصوتين فى الخارج عن 2014 بواقع 165 ألف صوت، ففى عام 2014 بلغ 313 ألف صوت، بينما فى 2018 بلغ 157 ألف صوت، وهو أمر يحتاج لمزيد من التحليل للوقوف على الأسباب الأساسية، والتحليل ربما سيعتمد بشكل أساسى على أرقام التصويت فى الدول المختلفة، وتحديدا الدول الخليجية التى كانت تتركز فيها أصوات المصريين كالسعودية والكويت.
والحقيقة أنه رغم تراجع أرقام التصويت فى الخارج لا يمكن إنكار دور وجهد الوزيرة النشيطة نبيلة مكرم عبيد فى التنسيق والتواصل مع الجاليات فى الخارج.
ثالثا: الأصوات الباطلة
الحقيقة أن نتيجة الانتخابات الرئاسية نسفت فزاعة الأصوات الباطلة، ونسفت كل التوقعات بارتفاع كبير فى أرقام الأصوات الباطلة، لأن المقارنة الأولية بين أصوات الباطل فى 2014 و2018 ليست كبيرة بالقدر الذى يستحق أن نقف عليه بمزيد من التحليل والدراية، فالفارق بينهما هو 722 ألف صوت.
التوقعات والتكهنات السياسية كانت تشير إلى أرقام باطلة أكبر من 2014، تصل للضعف مثلا أو 3 أضعاف، وهو أمر لم يحدث، فـ«الباطل» فى 2018 بلغ مليونا و40 ألفا، بينما بلغ فى 2014 مليونا و762 ألف صوت.
رابعا: حمدين وموسى
رغم التاريخ السياسى لحمدين صباحى مقارنة بموسى مصطفى موسى إلا أن الفارق بين حمدين وموسى باعتبارهما منافسين للسيسى فى 2014 و2018 على التوالى كانت أقل أيضا من التوقعات، وجاءت تقريبا بفارق 101 ألف صوت، فحمدين حصل فى 2014 على 757 ألف صوت، بينما حصل موسى فى 2018 على 656 ألف صوت.
لا تزال الأرقام تحتاج لمزيد من التحليل والتفسير ولا تزال تحمل دلالات أكثر إيضاحا للشعب المصرى وسلوكياته الانتخابية ونظرته الحالية لرئيس البلاد ونظرته للمعسكرات الأخرى بالمشهد السياسى، انتظروا تحليلا جديدا فى مقال الغد عن الانتخابات الرئاسية.