له مزاج خاص فى كتاباته، لن يميزها أو يعرفها سوى من قرأ له، وتربى على رواياته، جيل كامل لم يكن يعرف بعد وسائل التواصل الاجتماعى، أو زحمة التكنولوجيا التى تحولت لـ "روح ونفس"، فلا يستهوينا سوى قراءة رواية تحبس الأنفاس، وتجذبنا سطورها سطرا تلو الآخر، منا من كان صغيرا، أو فى طور المراهقة فى منتصف التسعينيات، لكنا جميعنا تعايشنا مع رواياته المختلفة التى لها مذاق مرعب محبب للنفس اختلطت به بعض الكوميديا، تجولنا معه فى قرى، وعوالم موازية وما وراء الطبيعة، وكهوف غامضة تتخطفك من سيناريو لسيناريو كتجربة أولى لسلسلة روايات منفصلة متصلة، أنت بطلها والاختيار يعود إليك.
أحمد خالد توفيق، كاتب أنيق رحل فى هدوء تاركا وراءه جيلا يتيما عاش وكبر على ماينعش به أرواحنا لكل ماهو جديد، جيل لم يجد من يكون شخصيته، سوى كتاب قليلين لا يعدون حتى على أصابع اليد الواحدة.
السيرة أطول من العمر، فما بالنا بكاتب حفر قصصه وحكاياته داخل كل شاب وفتاة، ليظل باقيا، فى ليال نسجنا خيوط شخصيات رواياته فى الخيال بل وأصبحنا نتكلم عنهم وسط الأصدقاء كأنهم أشخاص حقيقيون.
لسنا هنا لنسرد تاريخك المعروف، ولا رواياتك الشهيرة، والتى تحتل قائمة طويلة فى مختلف مجالات الأدب فقامة كبيرة كالدكتور أحمد خالد توفيق ، بفكره وفلسفته الحقيقية للأسف فى الحياة وسخريته اللاذعة منها، لا تحتويه سطور مقال، ولا مئات الكتب، لكنها تحية واجبة، لمن أدخلنا فى حياة العجوز رفعت إسماعيل أشهر كهل فى روايات الجيب الشهيرة ، وقدرته رغم أمراضه المستعصية، وسنه الكبير أن يصبح لكثير منا بطلا حكيما متفاعلا مع أى سلوكيات أو سلبيات فى الحياة ، لتظل رسالته وهو الكهل فى السبعين ، أنه مهما حدث فالحياة مليئة ومستمرة ، وتستحق أن تعاش .
ماذا نكتب عنك، وهل هناك كلمات تستطيع مجاراة أسلوبك وطريقتك الساحرة، يكفينا أن أبطال رواياتك بأنواعها المختلفة من رعب، وفانتازيا، تحولوا بيننا لشخصيات من لحم ودم، فأحببنا رفعت إسماعيل، وغيره من الشخصيات المسرودة فى الكتب.
لك منا أيها العراب السلام ، وبالجانب الآخر ستحيا حياة أخرى أكثر هدوء ورحابة .