سيدة مصرية بسيطة تبلغ من العمر سبعين عاما، تتحمل مشقة رعاية أسرتها وحدها بعد وفاة أخيها الوحيد.. فهى العائل الوحيد لهم.
كل حلمها فى الحياة هو زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة.. ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد عجزت عن تحقيق حلمها لضيق ذات اليد.
ولأن وللأسف هناك من يتفنن فى العزف على أوتار أوجاع ومطالب البسطاء لمصالحه الشخصية الدنيئة والمحرمة، فقد جاءت زيارة بيت الله الحرام للحاجة سعدية هدية من أحد الأشخاص، نعم هدية ولكن ياليتها لم تأت، فقد جاءت تلك الزيارة وتلك الهدية المفخخة بنهاية مأساوية للسيدة البسيطة المسنة. فمع تصميم ذلك الشخص على أن تأخذ الحاجة سعدية "شنطة" معها لرجل الأعمال الذى زعم ذلك الشاب أنه تبرع بالعمرة لوجه الله، وافقت رغما عنها وحملت معها الحقيبة لتوصيلها لرجل الأعمال داخل المملكة العربية السعودية.
كانت الصدمة.. عندما وصلت المطار بالمملكة واكتشاف السلطات هناك وجود كميات كبيرة من أقراص الترامادول فى تلك الحقيبة، وتم القبض على الحاجة سعدية فى المطار وتحفظت عليها السلطات السعودية.
ونتيجة للجهد الكبير الذى بذلته وزارة الداخلية المصرية تم القبض أخيرا على هذا المتهم، وإذا ما ثبتت التهمة عليه، يكون السؤال، أى ضمير هذا الذى يملكه ذلك الرجل، والذى لم يمنعه من إهانة الست سعدية ووضعها فى هذا الموقف، وهى فى تلك السن، وليست هى وحدها، بل كان يخطط لسفر المزيد من السيدات واستغلالهم.
أى دين الذى يجعله يتاجر بزيارة بيت الله الحرام لتهريب مواد مخدرة مع سيدة كل ذنبها فى الحياة هو حلمها بزيارة بيت الله الحرام والدعاء والصلاة فى أركان الحرمين.
عندما تنعدم النخوة والرجولة، تنعدم كل معانى الرحمة وتنعدم كل معانى الانسانية.
أتمنى توقيع أقسى درجات العقاب على ذلك المتهم حال ثبوت التهمة عليه وإعطائه درسا لا ينساه طيلة حياته، حتى يكون عبره لكل من تسول له نفسه المتاجرة بأوجاع ومطالب البسطاء .